20.42°القدس
19.98°رام الله
18.3°الخليل
23.06°غزة
20.42° القدس
رام الله19.98°
الخليل18.3°
غزة23.06°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: المواطن يريد تفاؤلا كتفاؤل السياسيين

انتهى لقاء مشعل عباس في القاهرة في جو بدا تفاؤلي إلى حد كبير عبر عنه المتحدثون من كلا الطرفين، رغم أن درجة الاهتمام باللقاء ونتائجه إعلاميا وشعبيا لم تكن على درجة التفاؤل التي ظهرت بشكل رسمي. نظرت وقلبت في ما تم الحديث عنه عبر وسائل الإعلام من اتفاقيات تم التوصل إليها وهي الوسيلة التي يمكن لنا كمراقبين أن نقيم من خلالها اللقاء ،فلم أجد ما يدعو إلى هذا التفاؤل الكبير وبت على أكثر قلقا وحذرا مما كنت عليه قبل اللقاء لأنني لم اجد في لقاء الرجلين جديد يمكن أن يعطي هذا التفاؤل الزائد وأن الاتفاق المعلن عنه وهو نفس الاتفاق الذي أعقب لقاء مايو في القاهرة الذي شهد التوقيع على اتفاق المصالحة. وقد لا أكون مخطئا إن قلت أن هدف السيد محمود عباس من اللقاء هو تثبيت موعد الانتخابات في مايو القادم وهو الهدف القديم الجديد ، وهي نقطة يجب أن تأخذ في الاعتبار ونحن نتحدث عن التفاؤل في اللقاء، خاصة أن الإفراج عن المعتقلين السياسيين لم يحدد له جدولا زمنيا يبدأ في يوم وينتهي في يوم، والحديث عن تسليم قوائم بالمعتقلين السياسيين أمر لا جديد فيه ، وأخذنا نعد الساعات وها نحن نعد الأيام وأخشى أن نعد الأسابيع دون أن يكون هناك ما يؤشر على قرب انتهاء هذا الملف وإغلاقه إلى الأبد كونه شكل وصمة عار. المسألة ليست فقط ملف المعتقلين السياسيين هناك أيضا ملفا ملحقا به وهو الملاحقات والاستدعاءات وأجواء الإرهاب والقمع التي لم يطرأ عليها ما يدعو للتفاؤل خاصة أن الاتفاق على إجراء الانتخابات في مايو القادم، وهذا الأمر يحتاج إلى فترة لا تقل عن سنة لإعادة الاعتبار للحياة السياسية وإشاعة الحريات ما يدلل على حدوث اختراق في هذا الملف. ويبدو أن الطرفين فتح وحماس ارتضيتا أن تبقيا حكومتي غزة ورام الله حتى إلى ما بعد إجراء الانتخابات نتيجة الاختلاف على تسمية رئيس الوزراء والاختلاف الأكبر على البرنامج السياسي لهذه الحكومة، وإلا ما تفسر إرجاء انعقاد لقاء القوى والفصائل الفلسطينية إلى الثلث الأخير من الشهر القادم رغم ضيق الوقت حيث أوكل لهذا اللقاء الاتفاق على رئيس للوزراء ورسم البرنامج السياسي، واللقاء سيتبعه لقاء والشهر سيليه شهر حتى تنقضي الشهور الستة وندخل فترة الانتخابات والتي لو جرت والحال على ما هو عليه ستكون ذات نتائج غير ديمقراطية لأنها ستتم في أجواء غير صحية وفي ظل حالة الانقسام. القضية ليست قضية دغدغة عواطف أو تفاؤل وتشاؤم، القضية قضية نتائج على الأرض، والأرض تقول أن لا نتائج ملموسة حتى الآن يمكن الاعتماد عليها وتبعث على الأمل في إمكانية إنهاء حالة الانقسام بشكل تام تطمئن المواطن أن هناك انفراج في كافة المشهد السياسي الفلسطيني لأن السائد هو أجواء ضبابية غير واضحة المعالم. لا نريد أن نعود إلى نفس الحلقة المفرغة وإلى اسطوانة التهديدات والضغوطات والتدخلات الخارجية التي اشتم رائحة تأثيرها على اللقاء ونتائجه التي لم تشكل انطلاقة حقيقية نحو إزالة العوائق المعطلة لمصالحة حقيقية تنهي حالة الانقسام وتؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الفتحاوية الحمساوية والتي تؤسس لمرحلة فلسطينية شاملة. أتمنى أن يكون تفاؤل السياسيين من كلا الطرفين تفاؤلا حقيقا مبنيا على نتائج لم نعلمها وأبقياها طي السرية والكتمان وقد نجد أثرا لها بشكل واقعي وعملي بعيدا عن الإعلام والذي بدا أنه يشكل فوبيا للسياسيين، ولكن في نفس الوقت من حقنا كمواطنين أن نتفاءل كما تفاءل السياسيون.