أعتقد أنه ميتاً أحيانًا، في منتصف قراءة كتاب، أمر بشعور قوي ومؤلم، وأقول لنفسي:”أتمنى بصدق، أن يموت هذا الكتاب، لا تهمني الطريقة، فقط أريده ميتًا”. وعندما أقترب من النهاية أقول:”في الواقع، أتمنى أن أموت أنا”. أفكر:”لا أريده في حياتي، أتمنى أن يختفي للأبد.” وأعدل النظارة، وأقلب الصفحة. بعض الكتب التي تدفعني لتمني الموت، تكون كتب جيدة وعظيمة، ولكني أكرهها، فهي تقتلني أكثر مع كل حرف، وكل كلمة، وكل جملة، وكل صفحة. هل هناك فعلًا كتب تجعلنا نريد قتل أنفسنا؟ نعم! بما أنها كتب ثقيلة جدًا وتجعلنا نريد قتل أنفسنا، هل يجب أن نكمل قراءتها؟ نعم، ولا، وفقًا لنوع الكتاب. هناك نوعان للكتب التي تدفعنا لقتل أنفسنا (هذا هو الاسم الرسمي للكتب الثقيلة جدًا في القراءة): النوع الجيد. هي الكتب التي تحتوي على معلومات جيدة نحتاجها، ولكنها ثقيلة في القراءة; لصعوبة محتواها، ولأنها أعلى من مستوانا، أو لأن الكاتب يريد ببساطة قتل القارئ. هذه الكتب هي الأكثر إفادة! ومن الصحي جدًا أن نجبر أنفسنا على قراءتها وإنهائها. النوع السيئ. هي الكتب التي نشعر أننا ملزمون بإنهائها بما أننا بدأناها. والتي تكون سيئة، وتحتوي على معلومات مألوفة، ولا نحتاجها. والتي نقرأها فقط لأنها كتب مشهورة وعلى قائمة (أكثر الكتب مبيعًا)، والجميع يتحدث عن روعتها. لا توجد قاعدة تقول أن علينا إنهاء كل كتاب بدأناه، بعض الكتب لا تستحق ذلك. هل هذه التدوينة تروج قتل الذات عند مقابلة كتاب ثقيل وممل؟ نعم! لا، طبعًا. هل من الممكن اختصار الموضوع دون ذكر القتل والموت؟ لا! طبعًا، نعم. :) 1) إجبار أنفسنا على قراءة كتاب ضخم وبكلمات لا نفهمها، كتاب من عصر آخر، كتاب يشعرنا بأننا أغبياء، وعن موضوع كبير علينا، كتاب قراءته متعبة; يعتبر بطولة! تستحق احتفالًا بخمسين ألف مليون تريليون كوب شاي! لأن استهلاك الكتب (وما بها من علوم) يعتبر عمل! والعمل يتطلب جهد ومجاهدة، ونجاحنا في إنجاز هذا العمل يستحق مكافأة. كما أن قراءة هذه الكتب هو مغامرة وتحدي. 2) إجبار أنفسنا على إكمال قراءة كتاب سيئ فقط لأننا بدأناه، مضيعة للوقت! فكما علمتنا الأفلام الأمريكية، الحياة قصيرة. :) بين حين وآخر، ولكي نحصل على قيمة جيدة، نحتاج إلى كتاب جيد يدفعنا لقتل أنفسنا!