قامت طائرات الاحتلال أمس الأربعاء، باستهداف دراجة نارية في شمال غرب غزة، أدى الاستهداف إلى استشهاد أحد الفلسطينيين، وإصابة عدد آخر. الجيش الإسرائيلي صرح أنه وفي عملية مشتركة للجيش والشاباك تم استهداف الشاب العاوور والذي يبلغ من العمر 33 عامًا من مشروع بيت لاهيا، متهمة إياه بأنه كان ضالعًا في السنوات الأخيرة في إطلاق الصواريخ على "إسرائيل". الشاباك اختار بعناية فائقة الشخصية التي تم اغتيالها في قطاع غزة أمس، فهو قد جمع عدة أهداف في شخص واحد في محاولة لإرباك الساحة الفلسطينية، على رأس هذه الأهداف إظهار عجز حكومة التوافق الفلسطينية عن ضبط الحالة الأمنية في قطاع غزة. الشاب المستهدف يعمل في شرطة الحكومة السابقة في غزة، وهذا يعزز هدف الاحتلال من إرباك الساحة، ليعزز موقفه من المصالحة الفلسطينية، وتصدير موقف للرأي العام العالمي أن المصالحة تمت مع طرف يعادي "إسرائيل" ويسعى لتدميره ومهاجمته. الشاباك كان حاضراً في عملية الاغتيال بشكل كبير، حيث أدلى الناطق باسم الجيش بمعلومات مفصلة عن الشاب المستهدف، إضافة إلى العمليات التي قام بها خلال الفترة السابقة، وتجاوز الأمر ذلك للحديث عن عمليات مستقبلية سيقوم بها. المعلومات التي تحدث عنها الاحتلال بخصوص الشاب تضعنا أمام احتمالين، الأول هو أن الاحتلال ساق هذه المعلومات كذبا وتزويرا لتبرير عملية الاغتيال وتحقيق أهدافه السياسية من خلفها، وهذا مستبعد. أما الاحتمال الثاني فهو أن المعلومات صحيحة، وهذا يضع المقاومة أمام استحقاق، هذا الاستحقاق هو أن هناك خلل أمني كبير يجب معالجته، حيث تظهر المعلومات الواردة سيطرة معلوماتية للشاباك. نذكر ما سبق ليس قدحا ولا مزايدة، ولكن المتابع لتصريحات جيش الاحتلال في عمليات الاغتيال الأخيرة، يفهم أن هذه العمليات لم تتم إلا بمساعدة الشاباك، وهذا يعني إما مصادر إلكترونية أو مصادر بشرية قريبة من جهة الاستهداف سهّلت للجيش الحصول على معلومات مفصلة عن هذه المجموعات وبالتالي العاملين فيها. يبقى الصراع مع الاحتلال مستمرا، والتضحية هي ضريبة الكفاح من أجل التحرير، لكن الحذر واجب، وتنقية الصف المقاوم أمر هام يجب على الفصائل المقاومة الانتباه له باستمرار.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.