29.45°القدس
29.11°رام الله
28.3°الخليل
30.63°غزة
29.45° القدس
رام الله29.11°
الخليل28.3°
غزة30.63°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: صاحبة الفخامة الست الخدامة

سعيد أستاذ جامعي يعمل بأكثر من دوام في بلد عربي غير بلده كي يستطيع تدبر أمور عائلته المعيشية وكذلك زوجته فإنها هي الأخرى تعمل في الجامعة ليلاً نهاراً كي تكون مع زوجهاً سنداً له وعوناً على مصاعب الحياة، ومنّ الله عليها بطفل جميل ملاْ قلوبهما سعادة وفرحاً ولكن برزت مشكلة فالزوجة ليست قادرة على ترك العمل وأهل كلا الزوجين يعيشان بعيداً وبالتالي كان القرار أن ياتيا بخادمة تعينهما على شئون البيت وتعتني بالطفل في غيابها. كان سعيد يحسب ان الحصول على خادمة أمر سهل مادام على إستعداد أن يدفع، وضع إعلاناً في الجريدة فمضى أسبوع ولم يتلقى عليه أي رد، راجع مكاتب التخديم فوجد لديهم شروطاً عجيبة وغريبة وروتيناً إداريا بين رخصة العمل والفيزا والإقامة تجعل وصول الخادمة مقترناً بدخول إبنه الجامعة!!! لجأ سعيد إلى الأصدقاء والأصحاب طالباً منهم العون والنجدة في العثور على خادمة تنجدهم قبل أن يتعرض الإثنان للفصل من العمل والطرد من البلد، وبعد جهد جهيد زفّ أحد أصدقائه البشرى بأنه عثر على خادمة وأنها ستزورهم الليلة كي تتفق معهم، فرح الزوجان الشابان بقرب إنتهاء المحنة وشكرا الله ذو الجلال والمنّة، وفي الموعد المحدد رنّ الجرس ففتحا الباب لشابة آسيوية أنيقة لا يشبه منظرها الخادمات أبداً سلّمت عليهما ودخلت وجالت ببصرها. في أرجاء الشقة ثم أخرجت دفتراً وقلما من حقيبتها وتوجهت بالحديث إلى سعيد وقالت بعربية مكسرة : - انت شيشتغل بابا؟ - أستاذ جامعي. - وانت ماما؟ ردّت الزوجة عليها: - أيضاً أستاذة جامعية. دونت الخادمة المعلومات ثم توجهت إلى سعيد بلهجتها العربية المكسّرة: - راتب مال انت كم بابا؟ تعجّب سعيد من السؤال ولكنه أجاب: - وما دخل راتبي بالموضوع؟هل ستعملين عندي ام ساعمل انا عندك؟ - لا بابا، أنا لازم يعرف كل شي، أنا لازم يعرف راتب مال انت وراتب مال ماما. - أمري لله راتبي دينار1500 وراتب زوجتي 1000دينار. نظرت الخادمة نظرة غريبة تنم عن عدم الرضا ثم أكملت. - كام ساعة انت وماما يروح شغل؟ - 10 ساعات يومياً. - سيارة مال انت شنو بابا؟. - كيا. - بابا انت واحد بخيل، يشتري تويوتا يشتري مرسيدس. - لا حول ولا قوة إلا بالله يا ستي ما دخلك انتي بسيارتي؟ - لا بابا , كيف مافي دخل ؟ انت لما يوصل أنا على البيت لازم يكون سيارة مال انت سيارة زين أنا ما يركب كيا!! - وهل سأقوم بتوصيل حضرتك كل يوم؟ - طبعاً بابا كل يوم صبح يجي يأخد أنا المساء يروح يودي أنا . - ما شاء الله سأعمل سائقاً إذاً. - وكمان لازم يكون فيه واحد غرفة وفيه واحد تلفزيون وواحد ساتلايت علشان أنا يشوف مسلسلات. - أنتي هنا كي تعملي خادمة أم تتفرجي على المسلسلات؟ - أنا لازم يتفرج مسلسلات بابا انا واجد يحب مهند, ما في مهند ما في شغل. - حاضر حاضر يا ستي تحت أمرك وأمر مهند. - آخر شي معاش مال أنا 20 دينار واحد ساعة. - كم ؟20 دينار بالساعة؟ - نعم بابا. وهنا استشاطت زوجة سعيد غضباً وقالت: -أنا أستاذة جامعية أحمل شهادة دكتوراه ولدي خبرة تدريس 10 سنين راتبي اقل من 10 دنانير بالساعة وأنتي تريدين 20 دينار؟ - والله انت حر ماما يأخذ 10 يأخذ 5 يأخذ بلاش أنا أقل من 20 دينار ما يأخذ، هذا تلفون مال انا وعندك فرصة إلى بكرة علشان يرد أنا فيه عندي زباين كثير ينتظر رد من أنا. ثم حملت حقيبتها وخرجت . جلس الزوجان في حالة من الصدمة وهما لا يصدقان ما جرى للتو الخادمة أجرت لهما مقابلة عمل بدلاً من أن يجريا لها مقابلة وطلبت أجراً يفوق راتب كليهما مجتمعين وبعد برهة من الصمت قال سعيد أخيراً: - وما العمل الآن؟ أجابت الزوجة: - لا شيء من غداً سأقدم إستقالتي من العمل كأستاذة جامعية وأبحث عن وظيفة كخادمة فيبدو أن الخادمة راتبها وإحترامها وشروطها أفضل بكثير من الأستاذة الجامعية في بلادنا. وكل خادمة وأنتم بخير.