كان الصحفيون والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية إحدى ضحايا الهجمة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين تدعي "إسرائيل" بأن حركة حماس مسؤولة عن اختفائهم. فمنذ الأيام الأولى للحملة، تعرض الصحفيون للاعتقال والاحتجاز والتهديد وتم منع الكثير منهم من التغطية، كما تم اقتحام عدة مؤسسات إعلامية ومصادرة أجهزة باهظة الثمن. وقال مدير عام المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) موسى الريماوي: "لقد تابعنا تأثير هذه الهجمة على حرية الرأي والتعبير، خاصةً بحق الحريات الإعلامية، ورصدنا الكثير من الانتهاكات التي لبعضها تأثير كبير على عملها، خاصةً المتعلق باقتحام المؤسسات الإعلامية ومصادرة المعدات والأجهزة والأرشيف كما حدث لشركتي "ترانس ميديا" التي قدر مديرها ثمن المعدات المصادرة بحوالي مليون دولار، و"تيربو دزاين" التي تم مصادرة سبعة اجهزة كمبيوتر وأرشيف مجلتي فلسطين الشباب وفلسطين هذا الأسبوع. وأكد الريماوي أن سلطات الاحتلال تستغل أي حدث من أجل قمع الصحفيين واستهداف وسائل الإعلام، و"كما أكدنا مراراً فإن الانتهاكات تزداد بشكل دراماتيكي أثناء الاعتداءات الإسرائيلية الكبيرة أو حملات العقاب الجماعي التي تفرضها سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان وخاصة حرية التعبير". كما استنكر المركز كافة الانتهاكات بحق الصحفيين والحريات الإعلامية وسياسة العقاب الجماعي، مؤكداً على أنه سيتواصل مع المؤسسات الدولية من أجل حثها على ممارسة دور اكثر فعّالية في الضغط على سلطات الاحتلال لوقف كافة انتهاكاته بحق الصحفيين التي تتصاعد بشكل ملحوظ وموثق في تقارير المركز الشهرية لعام 2014. كما طالب المركز بمحاسبة الاحتلال على كافة انتهاكاته بحق حرية والتعبير في فلسطين المكفول في المواثيق الدولية، حيث أن إفلات الاحتلال المستمر من العقاب على جرائمه شجّعه على ارتكاب المزيد منها دون أي رادع أو تردد. [title]قمع واستهداف [/title] وكانت قوات الاحتلال اعتقلت مدير قناة الأقصى في الضفة عزيز كايد من منزله فجر الثلاثاء 17/6/2014، ومنعت مصور موقع "القدس دوت كوم" عبد الرحمن يونس من التصوير أثناء تغطيته لأزمة مرورية خانقة افتعلها الاحتلال على حاجز "الكونتينر" بالضفة الغربية. وتابع "اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقرات شركة "ترانس ميديا" في رام الله والخليل ونابلس، وصادرت جميع محتوياتها، فجر الأربعاء 18/6/2014". وأوضح أن الاحتلال اعتقل مصور شبكة أجيال الإذاعية يحيى حبايب أثناء تغطيته للعمليات المختلفة واطلقت سراحه بعد عدة ساعات. إضافة لمنعها الصحفيين من تغطية عملية اقتحامها لجامعة بيرزيت، وذلك يوم الخميس 19/6/2014. ومن الاعتداءات، احتجاز الاحتلال مصور "بال ميديا" صلاح زياد أثناء تغطيته لاقتحامها منزل الشيح صالح العاروري في قرية عارورة قرب مدينة رام الله، فجر الجمعة 20/6/2014. وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال مقر شركة "بال ميديا" في مدينة البالوع قرب رام الله التي تضم مكاتب لمؤسسات اعلامية أخرى كقناة القدس وروسيا اليوم وتلفزيون الكويت، ومصادرت أجهزة التخزين وحطمت أخرى، وذلك يوم السبت 21/6/2014. واعتقلت القوات الغازية مراسل فضائية الأقصى صهيب العصا (27 عاماً) بعد اقتحام منزله الكائن في العبيدية قرب بيت لحم، وفجر الأحد 22/6/ 2014 وأطلقت سراحه بعد عدة ساعات من التحقيق. وفجر الأحد 22/6/2014، اقتحمت الاحتلال مقر شركة "تيربو ديزاين" برام الله التي تقوم بإصدار المجلتين الشهريتين "فلسطين الشباب" و"فلسطين هذا الأسبوع"، وقامت بمصادرة بعض ممتلكات الشركة وأرشيفها.