خبر: "إسرائيل": دولة للأكراد سد منيع ضد الأعداء العرب
30 يونيو 2014 . الساعة 08:24 ص بتوقيت القدس
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه لقيام دولة كردية الأحد متبنياً بذلك موقفا بدا مخالفاً لما تحبذه الولايات المتحدة بإبقاء العراق موحدا. وأبقت "إسرائيل" على علاقات سرية عسكرية ومخابراتية وتجارية مع الأكراد منذ الستينات معتبرة أن الأكراد جماعة عرقية تشكل حائط صد ضد الأعداء العرب. واغتنم الأكراد فرصة سيطرة المسلحين على مناطق واسعة في الآونة الأخيرة في العراق لتوسيع نطاق سيطرتهم في شمال البلاد كي تشمل كركوك التي تقبع فوق احتياطي هائل من النفط يمكن أن يجعل حلم الاستقلال الكردي ممكناً اقتصاديا. ولكن أكراد العراق الذين لهم نظراء ينتمون لنفس العرق في إيران وتركيا وسوريا مترددون في إعلان استقلالهم التام. ومن بين أسباب ذلك مخاوف من ردود فعل الدول المجاورة. وقال نتنياهو في معهد (آي.إن.إس.إس) البحثي التابع لجامعة "تل أبيب" إن هناك انهياراً في العراق وغيره من مناطق الشرق الأوسط التي ترزح تحت صراعات بين السنة والشيعة. وأضاف "علينا.. أن ندعم التطلعات الكردية من أجل الاستقلال." وتابع نتنياهو أن الأكراد "شعب مناضل أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي ويستحق الاستقلال السياسي". وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الخميس، خلال لقائه في باريس بوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأن "قيام دولة كردية شمالي العراق بات حقيقة". وطالب الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته، شمعون بيريز، الأربعاء، خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، بالاعتراف بدولة كردية مستقلة، لأن الأكراد اليوم يبيعون النفط بشكل مستقل، وهو ما قد يعرضهم لعقوبات قانونية دولية. وتريد واشنطن استعادة وحدة العراق المتداعية. وزار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري القيادات الكردية في العراق ودعاها إلى السعي من أجل الاندماج السياسي مع بغداد. وتعيد التصريحات الإسرائيلية الأنظار إلى مقالة مشتركة لكاتبين إسرائيليين، تفسّر عملياً المخططات الإسرائيلية، في كيفية الاستفادة من الربيع العربي واستغلال الثورات العربية. وتهدف هذه المخططات لتعزيز الخط الاستراتيجي الإسرائيلي الداعي لإقامة تحالفات مع الأقليات في المنطقة، وإقامة دول طائفية إذا أمكن، أو اللعب بالورقة الطائفية، إذا تعذر تأسيس بيئة سياسية من الكيانات الطائفية. وبحسب المقال، الذي كتبه الباحث الإسرائيلي من مركز أبحاث الأمن القومي، عيران عوديد، بالتعاون مع الباحث من مركز "ديان" للدراسات وعوفرا بينجو، ونشرت في فبراير/شباط 2013 في صحيفة "هآرتس"، فإن الكاتبين يدعوان الحكومة الإسرائيلية إلى دراسة "الإيجابيات" الكامنة في الخروج من "صندوق" العلاقات مع تركيا ومحاولة الاستفادة من التأسيس لعلاقات مع القوة الأكراد الصاعدة. وبحسب المقالة المذكورة، فإنه من شأن كيان كردي مستقر وقوي في العراق أن يكون "كنزاً استراتيجياً لإسرائيل"، وخصوصاً في حال ارتبط هذا الكيان، بحبل سرة مع الأكراد في سورية والعراق وإيران وتركيا وخلق حضوراً إثنياً مهماً يتمتع بتواصل جغرافي. ويكشف الكاتبان الإسرائيليان أن قادة الإقليم الكردي في العراق صرحوا في أكثر من مناسبة بأنه لا مانع من إقامة علاقات كاملة مع "إسرائيل"، لكن هناك تخوفاً كبيراً من ردود فعل الدول العربية وإيران من إقامة علاقات كهذه. و يرى الكاتبان أنه حان الوقت لتغيير المفهوم الإسرائيلي السائد الذي يرى أن العلاقات مع الأكراد من شأنها أن تضر بالعلاقات مع أنقرة، وهو مفهوم يتجاهل، بحسب الكاتبين، التغييرات الجارية في العلاقات الكردية ــ التركية والعلاقات التركية الإسرائيلية، فقد تحولت تركيا اليوم إلى شريان أساسي ورئيسي لحياة الإقليم الكردي في العراق، كما أن أنقرة تعمل جاهدة لحل المشكلة الكردية الداخلية. ويعتبران أن "إسرائيل" تفضل العلاقة مع الأكراد اليوم، على العلاقات مع تركيا التي أخذت في السنوات الأخيرة تميل إلى الجانب العربي وتساند حركة "حماس" وتهاجم "إسرائيل" عند كل فرصة في المحافل الدولية. ومع ذلك ينصح الكاتبان بتحسين العلاقات مع تركيا، لكن هذا لا يوجب على "إسرائيل" قطع علاقاتها مع الأكراد بل على العكس من ذلك المحافظة على هذه العلاقات تماماً كما حافظت تركيا على علاقات مستقلة مع الجانب الفلسطيني. وتبدو التصريحات الإسرائيلية، ترجمة عملية لتوصيات كاتبي المقال اللذين أوصيا، بأنه "يجدر لإسرائيل أن تتبنى سياسة أكثر فاعلية تعتبر وجود كيان كردي شمالي العراق، وأذرعه في سورية وإيران حلفاء لها".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.