قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن "الإخوان المسلمين" واثقون من الفوز وبقوة في الانتخابات البرلمانية التي انطلقت هذا الأسبوع، أرجعت هذا إلى "الدهاء السياسي" الذي يتمتعون به وعملهم في صمت بينما كانت الأوضاع في مصر مشتعلة. وذكرت أنه وعلى الرغم من انشغال قطاع كبير من المصريين ما بين الاعتصام ضد المجلس العسكري في التحرير و دعما له في العباسية كان "الإخوان" يعملون في صمت يستعدون للفوز الساحق في الانتخابات التي انتظروها على مدار 83 عامًا منذ تأسست الجماعة بالإسماعيلية في عام 1928. ونقلت عن أحد قيادات "الإخوان" – دون أن تسميه- إن الشعب كان بين أمرين اثنين لا ثالث لهما وهو إما أن يرضى بالفوضى الأمنية التي تتحرك طبقا لأجندات معلومة للجميع، أو أن يرضخ الشارع للحكم العسكري كبديل أمن ومستقر للبلاد عوضا عن الفوضى المستمرة, لكن "الإخوان" نجحوا في إقناع الشارع بضرورة الانتخابات كحل وحيد للقضاء على الفوضى الأمنية والفراغ الأمني الموجود منذ الثورة المصرية. ولفتت إلى أن "الإخوان" ضحوا بأمور كثيرة من أجل عدم النزول إلى ميدان التحرير وهو ما لاقى نقدًا كبيرًا من القوى السياسية لكنهم تبنوا موقفًا أكثر تروى من غيرهم من القوى السياسية الأخرى وهو ما تلاقى ورغبة الشارع فى الاستقرار وكان في النهاية التصويت حليف القوة المتوقع حصولها على الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية. من جانبها، قالت صحيفة "ايريش تايمز"، إن المصريين الذين انتفضوا أخيرا بعد عقود من الديكتاتورية اصطفوا فى طوابير طويلة متمتعين بالصبر الغريب من أجل الإدلاء بأصواتهم التي أدركوا أخيرًا قيمتها بعد رحيل النظام السابق. وأضافت أن المرحلة الأولى من الانتخابات صوت فيها 17 مليون ناخب في مدن عديدة على مستوى مصر آملين تحقيق نتائج جيدة ونزيهة وشفافة, وقارنت بين الانتخابات الأخيرة ومثيلتها التي أجريت في أواخر 2010 عندما كان الحزب "الوطنى" المنحل هو البطل المتصدر مشهد العملية الانتخابية والحقل السياسي برمته في مصر حيث حصل الحزب المنحل وقتها على معظم مقاعد البرلمان بعد مرحلة تزوير كبيرة.