29.45°القدس
29.11°رام الله
28.3°الخليل
30.63°غزة
29.45° القدس
رام الله29.11°
الخليل28.3°
غزة30.63°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: الراتب والحرب

فتحت البنوك أبوابها ليصطف حولها آلاف الموظفين الجالسين في بيوتهم منذ سنين، لم نسمع لهم حسّاً ولا خبرا طوال هذه السنين وحتى في هذه الحرب.... مع أني ضد منعهم من استلام رواتبهم لما لذلك خطر على مسيرة الحياة اليومية. فتحت البنوك أبوابها في أجواء تهدئة بالاتفاق بين المقاومة والاحتلال وبوساطة الأمم المتحدة، ذهب جميع الجالسين هناك.... الزحمام ممتلئ.... كثير من الوجوه لا نراهم إلا في هذا اليوم... هم مخزونون في بيوتهم كالطحين الذي يتوسده عفن التخزين، خاملون، شبه أحياء، لولا هذا اليوم لما شعر أحدٌ بوجودهم. على الطرف الآخر وضعت الحرب أوزارها لساعات، فيها شرطي وسط الشارع ووسط الحر ووسط الحرب وفي رمضان ينظم المرور، وعلى رأس عمله قائمٌ، هو لم يتقاض راتبه منذ ست شهور. ....في بوابات المستشفي يبَدِّل الطبيب ردائه الأخضر"مريوله" الممتلئ بدماء الجرحى والشهداء، ليلبس آخراً جديداً ويواصل العمل بكل تفاني وتحدي، هو لم يتقاض راتبه منذ شهور.... يضع رجل الدفاع المدني خوذته ويصعد فوق سيارة المياه يشحنها من جديد، وفي غرفة الانقاذ عشرة آخرون مثله يأخذون استراحة مقاتل، يلتقطون أنفاسهم فيها... يلملمون بقايا جراحهم وتعبهم، من لهيب النيران وغبار البيوت التي قصفت والشوارع التي غرقت، وهم لا يتقاضون رواتبهم منذ ستة شهور.... ما هذا العهر الذي يحياه البعض؟! أي دين نزل إلى الأرض وعلى يد أي نبي دعا لهذا؟ أي وطنية تلك وأي انتماء الذي يمنع الرجل القائم على رأس عمله منذ ستة شهور بتقاضي راتبه بينما الجالس في بيته ليل نهار لا يقدم ولا يأخر في مفهوم الحضارات شيئاً يأخذ راتبه "داير مليم"؟! من يسهرون على راحتنا من أطباء وشرطة ورجال دفاع مدني وتعليم وغيره في هذه الحرب الطاحنة لا تعطيهم حكومة الوفاق شيئاً، هم ضمن مشكلة سياسية أعقد... طيب يا عرصات اذا نزل الدم بطلت السياسة كلها، كونوا على قدر جرح وطنكم وهموم شعبكم.. كم من الشهداء رحلوا إلى الله في هذه الحرب وفي رقبتهم ديونٌ لأصحاب المحلات وغيرها لم يسددوها منذ ستة شهور؟ يا حكومة الوفاق اصرفي رواتب موظفين غزة يكفيكي حماقة.... ولا تهدئة دون ثمن سياسي كرمال عيون هالعاملين الأبطال المجاهدين الحقيقيين في هذا الوطن.... وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق