21.91°القدس
21.7°رام الله
20.53°الخليل
23.84°غزة
21.91° القدس
رام الله21.7°
الخليل20.53°
غزة23.84°
الأربعاء 08 مايو 2024
4.63جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.7

خبر: بالصور: المآذن التسعة.. شهود المجزرة في خزاعة ورواية البطولة

لا شيء يعلو على رائحة الموت والدمار المنبعث من جنبات بلدة خزاعة إلى الشرق من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. عند دخولك لهذه البلدة تستقر أمام ناظرك مأذنة كانت شامخة، لكن آلة الحرب والدمار سوتها والمسجد بالأرض، فمسجد التوحيد أول شهود المجزرة في خزاعة، وعلى أبوابه المهدمة والتي جمعت الجرافات ركام الطريق المعبد وألقته أمام سلالمه استقرت عدد من جثامين شهداء البلدة أمامه عندما أعدموا وهم يهمون بالخروج من البلدة فارين بأنفسهم من سيل قذائف وصواريخ الاحتلال التي انهالت على كل جزء من البلدة. واصلنا سيرنا عبر الطرق المجرفة والتي كانت في يوم من الأيام أجمل شوارع القطاع، فأشجار الزينة على جانبي الطريق ونظافة لا مثيل لها، غير أنها اليوم طرق وشوارع لا تصلح للسير والدمار الذي منع سيارات الدفاع المدني والإسعاف عدا عن السيارات المدنية دخول البلدة. في منتصف الشارع العام الواصل إلى عائلة النجار يتمثل أمام ناظريك مسجد عباد الرحمن ككومة حجارة ليصبح المسجد أثراً بعد عين، بعدما كان المسجد قبلة أهالي الحي، وليرتقي من أهل الحي في تقديرات أولية قرابة 40 شخصاً موزعين على فئات عمرية مختلفة ومن كلا الجنسين. رائحة الموت والدم التي غرقت بها شوارع البلدة تزكم الأنوف، وتأخذك إلى حيث مجزرة لا مثيل لها في عملية إعدام لا أخلاقية لعدد من المواطنين في أحد منازل عائلة النجار، لتضاف المجزرة إلى سجل مجازر طويل في تاريخ كيان لم يعرف الاستقرار ولو للحظة إلا بمزيد دم وجماجم. لم تنتهي المأساة في هذه البلدة المهدمة والتي أصابها الدمار الواسع في شبكتي الكهرباء والماء، ولا نبالغ إن قلنا أن الدمار وصل إلى كل بيت سواء بقذيفة مدفعية أو صاروخ طائرة حربية من نوع F16 أو بدون طيار، تتعدد الوسائل والدمار واحد في كل منازل البلدة. خطواتنا المتثاقلة في شوارع البلدة التي أصبحت من كثبان بعدما كانت معبدة توصلك إلى مسجد التقوى وهو مسجد البلدة المركزي وسط البلدة الذي طالته يد الدمار بعدد من القذائف المدفعية واستوطن فيه جنود الاحتلال لأيام لاقتناص الناجين من المحرقة. على أبواب المسجد استلقت عدد من جثامين الشهداء بعدما عجز الناس عن تقديم الإسعافات لهم، أو حتى نقلهم إلى خارج البلدة أثناء المعارك بسبب ما نال الناس من جراحات وإطلاق نار من قبل الاحتلال فأخذ الناس ينجون بأنفسهم دون التفات لموت أو إصابة. وتستمر مجزرة العباد والمآذن لتطال بقية مساجد البلدة، فمسجد حمزة ناله الدمار الكامل، وغيبت جرافات الاحتلال أجزاء من ذاكرة جميلة على جدران مسجد الرضوان الذي نال حي الرضوان الكائن فيه مشاهد مروعة من الدمار والقتل بفعل آلة الحرب الإسرائيلية على هذا الحي بحمم من طائرات ومدفعية الاحتلال خلفت مجزرة مروعة بحق عائلة الرضوان إلى الجنوب الغربي من بلدة خزاعة. على أطراف البلدة المنكوبة والمهدمة على عروشها تبدو مساجد ثلاث وصلت إليها يد هولاكو العصر فجعلتها كأنها لم تكن من قبل، فمساجد (الفاروق وصلاح الدين وعبد المالك)، كانت المساجد الثلاث تحيي أطراف البلدة وتبث فيها روح الدعوة والجهاد، وتعد الرجال، وتنتشر في ساحاتها حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتربية الجيل. [title]رواية البطولة[/title] البلدة التي بدا الاحتلال يعد لمجزرتها من سنوات، ويوزع الدمار والهلاك لكل ما تصل إليه يده المشؤمة لتشمل كل جماد وحي، تروي فصولاً من البطولة والصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية التي واجهت رجال المقاومة ورجال القسام في شوارع وأزقة البلدة. في عدد من البيوت التي حطت أقدامنا فيها تجد بقع الدماء وبقايا إسعافات الاحتلال لجنوده الهلكى مترامية في كافة غرف المنازل التي خاض رجال القسام والمقاومة فيها اشتباكات عنيفة في ظل حصار أطبق على البلدة لأسابيع . رواية القسام ورجاله العائدين من خطوط المواجهة تؤكد أنهم أوقعوا جنود نخبة الاحتلال وقواته الخاصة في مقتلة وقعت في شوارع البلدة، وأكدوا وقوع العديد من جنوده بين قتيل وجريح في عدد من الاشتباكات التي خاضوها على مدى أسبوعين من الحصار. البلدة اليوم وبعد أن عاد جزء كبير من أهاليها لم يتعرفوا على معالمها كأجمل بلدة كانت في يوم من الأيام في القطاع، ولعل جزء من جمالها فقد بريقه بفقدها ثلة من أبنائها المخلصين من شباب مجاهد صابر، وحتى من الأطفال والشيوخ والنساء فكل منهم أدى رسالة الصمود والتحدي لهذا العدو الغاشم. البلدة رغم الألم والدمار الواسع تؤكد على رسالة المقاومة بالصمود والثبات في وجه الاحتلال باعتبارها أقرب نقاط التماس مع الاحتلال في القطاع، وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها البلدة للدمار، ففي حرب الفرقان فقدت البلدة قرابة 200 منزل من منازلها وأعادت بناء منازلها واحتضنت المقاومة من جديد. [img=082014/view_1407171605.jpg]جانب من المجزرة[/img] [img=082014/view_1407171607.jpg]جانب من المجزرة[/img] [img=082014/view_1407171608.jpg]جانب من المجزرة[/img] [img=082014/view_1407171609.jpg]جانب من المجزرة[/img] [img=082014/view_1407171610.jpg]جانب من المجزرة[/img] بالصور: المآذن التسعة.. شهود المجزرة في خزاعة ورواية البطولة بالصور: المآذن التسعة.. شهود المجزرة في خزاعة ورواية البطولة بالصور: المآذن التسعة.. شهود المجزرة في خزاعة ورواية البطولة بالصور: المآذن التسعة.. شهود المجزرة في خزاعة ورواية البطولة بالصور: المآذن التسعة.. شهود المجزرة في خزاعة ورواية البطولة