تعج مدن الضفة الغربية وبلداتها وقراها بحملات الإسناد لإخوانهم في قطاع غزة الناجين من الحرب العدوانية التي يشنها عليهم الاحتلال الإسرائيلي بتواطؤ دولي وصمت عربي وإسلامي مطبق. ومن خلال زيارة سريعة لإحدى تلك المقار تلحظ حركة مضاعفة من الأفراد والشاحنات، والعمل أشبه بخلية النحل. صورة أمكن رؤيتها بجلاء في خيمة الكرامة في الساحة المقابلة لبلدية البيرة وسط الضفة الغربية وكذلك في الساحة القريبة لوزارة الأوقاف في حي الجنان، كما هو الحال في الطرقات والساحات المحيطة بمبنى جمعية الهلال الأحمر الفلسيطيني المقر العام على شارع البيرة القدس، في غيرها من مواقع الحملات الإغاثية المتعددة في مدينة البيرة. في نابلس، تعد مخازن لجان الزكاة ووزارة الشئون الاجتماعية مكانا لاستقبال كافة المواد العينية التي يتم جمعها للمواطنين في غزة، حيث يعمل العشرات على تغليف وتجميع تلك التبرعات. فعلى يمين المخزن الذي يصل طوله لأكثر من مائة متر، توجد عشرات "المشاتيح" من المياه المعدنية، وأمامها وضعت "الفرشات" و"الحرامات"، وبقية الأدوات المنزلية، في حين على الجهة المقابلة وضعت المواد التموينية والمعليات وكراتين الحليب. تلاحظ في تلك الحملات الرجال والنساء والشباب والصبايا والأطفال ومقار المؤسسات والجمعيات في حركة دؤوبة وجهدهم المبذول والواضح الجلي، وهنا تدرك قيمة القول المأثور "الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين". فالكل مشحون بطاقات ومشاعر ورغبة بالمساعدة والتطوع وهذه الطاقات تعانق النصر الممزوج بصمود أبناء غزة وجهود تتسابق للمساعدة ومواد اغاثية من طرود غذائية ومياه ومواد طبية واحتياجات انسانية تتراكم في طريقها للشحن إلى غزة رغم الألم والحسرة على القتل والدماء والدمار المستمرة بالتدفق، إلا أن هناك أمل بالنصر. [title]حقائب وإغاثة[/title] من جهته، أطلق منتدى شارك الشبابي، حملة جمع مائة ألف حقيبة لأجل أطفال غزة، تحت شعار "التعليم صمود ومقاومة.. حقيبة لطفلك وحقيبة لطفل من غزة". وقال المنتدى، إن الحملة تأتي ضمن حملة "شارك شعبك" التي أطلقت في قطاع غزة بمبادرة من مجموعة من المؤسسات والمجموعات الشبابية لمساندة أهلنا في القطاع، بهدف جمع مائة ألف حقيبة مدرسية وإيصالها إلى أطفال غزة عشية افتتاح العام الدراسي الجديد. بدورها، أعلنت بلديتا يطا ودورا ومؤسسات جنوب الخليل، عن إطلاق حملة دعم وإغاثة لمواطني قطاع غزة. وقال رئيس بلدية يطا موسى مخامرة -في بيان صحفي-، إن البلدية ومؤسسات البلدة تستعد لدعم مستشفيات قطاع غزة بالأجهزة الطبية من خلال تنظيم حملات تبرع من المؤسسات والأهالي، وذلك في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة الذي طال كل مناحي الحياة وعلى رأسها المشافي والمؤسسات الصحية. وأضاف: تم الايعاز للجنة لمتابعة احتياجات المستشفيات في القطاع بالتعاون مع مختصين من الاطباء الذين شاركوا في علاج الجرحى، داعياً الأهالي وكافة المؤسسات لتقديم المساعدات وجمع التبرعات العينية والنقدية لنصرة أهلنا في غزة. وفي مدينة الخليل، تواصل توافد المواطنين على مراكز حملة البلدية لنصرة غزة لليوم السادس على التوالي بتزايد ملحوظ. [title]الحلي والأموال[/title] المواطنون من جهتهم، أكدوا دعمهم المطلق لتلك الحملات، مشددين على استعدادهم لتقديم الغالي والنفيس لإخاونهم في القطاع المنكوب. وتبرعت العديد من النسوة مصاغهن لصالح الحملة، إضافة لقيام مجموعات نسوية بشكل طوعي بجمع التبرعات وإيصالها إلى مراكز الحملة. كما واصل المواطنون شراء ربطة خبز لصالح قطاع غزة، مقابل كل ربطة يشترونها لبيوتهم إضافة لاقتطاع خمسة شواقل من كل مشترك كهرباء بشكل طوعي وتقديم البلدية للمبلغ ذاته المتبرع به من صندوقها. تقول الشابة ماجدة نبهان "عملت لسنوات طويلة مع مؤسسات دولية انسانية واغاثية وفي مجال تطوير البنية التحتية لبلديات فلسطين، وأدرك حجم المأساة في قطاع غزة". نبهان التي كانت ريادية في حملة تجميع صناديق المياه وبجهود شخصية مع جيراناها واقاربها، استطاعت ان تسهم في خروج أولى شاحنات المياه إلى غزة. أما الشاب وسام الطويل، فقد حشد عدد كبير من متطوعيه بزيهم السكني المميز، وتناوبوا في ورديات مختلفة لتهيئة المواد التموينية وتعبئتها في الصناديق التي تجاوزت حتى اللحظة أربعة آلاف صندوق، يحتوي كل واحد منها على 13 عشرة صنفا غذائيا جافا واساسيا في المطبخ الفلسطيني.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.