اتفق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي على تمديد التهدئة خمسة أيام أخرى تبدأ منتصف الليلة حتى انتهاء يوم الاثنين، لمزيد من البحث للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة ، وكان من المقرر أن تنتهي هدنة الثلاثة أيام هذه الليلة. وقالت مصادر إعلامية إن تمديد التهدئة جاء بعد تدخل الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلادمير بوتين، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الهدنة وأبلغ وزراء المجلس الأمني المصغر "الكابنيت" بأمر التمديد وأمر الجيش بالرد على أي خرق لها من غزة. وأعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزام الأحد في مؤتمر صحفي من القاهرة مساء الأربعاء إنه سيعود إلى رام الله للتشاور مع رئيس السلطة محمود عباس، بينما أعلن عزت الرشق أن وفد حماس سوف يغادر إلى قطر للتشاور مع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل. وأوضح أن المفاوضات مع الوفد الإسرائيلي أحرزت تقدما في كثير من النقاط المتعلقة برفع الحصار عن قطاع غزة وتبقى تفاصيل صغيرة جدا تتعلق بالأمن والاعمار ورفع الحصار نحاول التوصل إلى تفاهم حولها . وأضاف الأحمد أن مبادئ الاتفاق كلها أصبحت حقيقة قائمة في المفاوضات ، مشيرا إلى أن حديث الميناء والمطار في صلب المطالب الفلسطينية. واتهم الأحمد الوفد الإسرائيلي بالوقوف وراء تأخر انجاز الاتفاق "لأن الوفد الإسرائيلي طوال 72 ساعة الماضية لم يقطن في القاهرة مما تسبب بعدم اكتمال الاتفاق " موضحا " كان أمامنا خيارين إما أن نقول لم نتوصل إلى اتفاق أو نتابع ويتم تمديد وقف إطلاق النار وبالفعل في اللحظات الأخيرة تم الاتفاق على تمديد النار 5 أيام أخرى على أمل التوصل إلى انجاز الاتفاق" . ووفقا للأحمد فان المطلب الإسرائيلي بنزع سلاح غزة لم يتم بحثه, كذلك معبر رفح تم تأجيل بحثه لأنه شأن فلسطيني مصري. وأعرب الأحمد عن أمله في إعلان وقف دائم لإطلاق النار عند عودة الوفد للمحادثات يوم الاثنين. و غادر الوفد الإسرائيلي القاهرة عائدا إلى إسرائيل قبل الإعلان عن تمديد الهدنة، وذلك وسط تعتيم مطلق حول مضمون المفاوضات وما تم التوصل إليه من تفاهمات أو خلافات. ونقلت قناة الجزيرة عن مصادر في الوفد الفلسطيني قولها هذا المساء إنه ليس هناك اتفاق حتى الآن والجهود ستتواصل إلى اللحظة الأخيرة. ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله إن الرئيس باراك أوباما تحدث هاتفيا اليوم الأربعاء مع رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بشأن وقف إطلاق النار في غزة. من جهته، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مساء الأربعاء، أن التوصل إلى تهدئة دائمة يتم برفع الحصار عن قطاع غزة. وقال هنية في تصريحات له سبقت الإعلان عن تجديد التهدئة، في غزة إن "تضحيات شعبنا الفلسطيني لا تسمح بالمساومة على الحقوق والمطالب "، مضيفا أن " تهديدات قادة العدو تزيدنا تمسكا بمطالب شعبنا وفي مقدمتها رفع الحصار". شدد هنية عن دعم الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائمة والثقة أنه لا يخضع للابتزاز. وفي موازاة المفاوضات بين الوفد الفلسطيني الموحد وإسرائيل بوساطة مصر في القاهرة، أخذ الجيش الإسرائيلي، منذ عصر اليوم، يحشد قوات حول قطاع غزة ويستعد لاستدعاء عدد كبير من جنود الاحتياط قبل ساعات من تجديد التهدئة الميدانية. وردت المقاومة الفلسطينية على خرق إسرائيلي للتهدئة بعد دقائق بدء سريانها ، إذ شنت الطائرات الحربية عدة غارات على أراضي زراعية ، شمال وجنوب قطاع غزة بزعم ردها على صواريخ اطلقت من غزة نفتها الحركة واعتبرتها ادعاء كاذب لتبرير خرق التهدئة. واعتبر الناطق باسم حماس فوزي برهوم الخروقات الإسرائيلية للهدنة خطيرة وغير مبررة يتحمل العدو تبعاتها وطالب الوسيط المصري بلجم العدو. وأعلنت الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 37 يوما إلى 1958 شهيدا بعد ارتقاء خمسة بانفجار صاروخ من مخلفات الاحتلال واستشهاد اثنين آخرين متأثرين بجراحهما، ومن بين الشهداء 469 طفلا ، 243 امرأة و88 مسنا، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى 10193 جريحا، بينهم 3084 طفلا ، 1970 امرأة و368 مسنا.