بدأ كل من الأردن ومصر، والمملكة العربية السعودية مؤخرا في توجيه انتقادات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، رغم كراهيتهم الشديدة لحماس، بسبب الضغط الجماهيري المعادي لإسرائيل. فعندما بدأت الحرب ضد حماس، التزمت الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الصمت على نحو غير معهود كما تقول صحيفة جوريزاليم بوست. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز مقالا يسلط الضوء على هذه النقطة في 30 يوليو بعنوان "القيادات العربية، ترى أن حماس أسوأ من إسرائيل، فالتزمت الصمت". ولكن مع اندلاع الحرب واستمرارها وتصاعد أعداد الضحايا وانتشار صور الأطفال الشهداء عبر وسائل الإعلام العربية، أصبح من الصعب على قادة هذه الكتلة من البلدان البقاء صامتين أمام غضب الجماهير المشتعل. هذه الكتلة من قوى الوضع الراهن تقاتل من أجل الحفاظ على استقرار أنظمتهم ضد الأنظمة الإسلامية الثورية والجماعات الإرهابية.حسب ما تقول الصحيفة. مايكل دوران، يعمل في مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، والذي شغل سابقا منصب نائب مساعد وزير الدفاع ومدير رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قال لصحيفة جيروزاليم بوست "إننا نشهد كتلة صلبة مكونة من مصر والسعودية والأردن لمواجهة ليس فقط الإخوان المسلمين، ولكن أيضا لمواجهة إيران ". وأضاف دوران "لقد أعطت هذه الكتلة "إسرائيل" فرصة استثنائية لمحاربة حماس" مستدركا "لكن هذه الحكومات تحاول الربط بين خط مصلحتهم الإستراتيجية وبين الرأي الشعبي العربي الذي يدعم الفلسطينيين، بعد أكثر من شهر من الصراع كان من الصعب بالنسبة لهم أن يبقوا صامتين". وقال البروفيسور يورام ميتال، رئيس مركز حاييم هرتسوغ لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في جامعة بن غوريون في النقب "من وجهة نظر مصر والسعودية، والأردن فإن أهم شيء هو استمرار حكمهم، وهذه الدول تنسق سياساتها السياسية والاقتصادية، والأمنية، بل إنها في الواقع قد خلقت محورا جديدا الذي هو طرح لجبهة موحدة هدفها الرئيسي مواجهة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين ومحور إيران وحزب الله وسوريا". براندون فريدمان، وهو المحاضر في جامعة "تل أبيب" والباحث في مركز موشي دايان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية، قال إن الاقتصاد المصري من المرجح أن ينهار من دون أموال السعودية الخليج الذين يدعمون نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي". وأن ما يحدث هو أن السعوديين يريدون بقاء مصر قوية لأنها تساعدهم، فمصر لديها جيش قوي، وهو الشيء الذي لا تمتلكه السعودية. وأن زيارة السيسي إلى المملكة العربية السعودية يوم الأحد الماضي هي أحدث تأكيد على تلك الإستراتيجية. وأضاف "في نهاية المطاف هذه الأنظمة غير الآمنة تبحث عن أصدقاء في منطقة ليس بها أصدقاء".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.