خبر: ضابط سابق يفند أكاذيب "إسرائيل" حول قتل المدنيين
14 اغسطس 2014 . الساعة 04:55 ص بتوقيت القدس
من بين التقارير المحزنة التي تدفقت من قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية، جذب انتباهي بشكل خاص اثنان من الأحداث المؤلمة: أولًا، كان قصف مبنى مدرسة الأمم المتحدة في جباليا، حيث تواجدت عدة عائلات، هربت أو أجبرت على الفرار من منازلها واللجوء إلى هذا المكان. قتل هناك 15 مدنيًا على الأقل، وجرح عشرات آخرين. بينما قالت إسرائيل إنها استهدفت المنطقة التي صدرت منها النيران باتجاه قواتها. وثانيًا، كان تفجير سوق مزدحمة في حي شجاعية، في الوقت الذي يشكل واحدة من الفرص القليلة الثمينة بالنسبة للمدنيين لشراء المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الحيوية بأمان. قتل 16 شخصًا، وجرح نحو 200. أحرقت المحلات التجارية والأكشاك، ودمرت البضائع. وانتقدت إسرائيل بطريقة لاذعة بعد كل من الحادثتين، ولكنها، وكما في الماضي، دافعت عن تصرفاتها، بحجة أنها استهدفت المسلحين، وأنها تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. كنت أشغل منصب قائد الطاقم في سلاح المدفعية الإسرائيلي في بداية الانتفاضة الثانية، وأشعر الآن بأني مضطر لمواجهة هذا الادعاء الإسرائيلي. الصور والأدلة وتقارير الجيش حول العمليات الأخيرة في غزة تظهر أن إسرائيل نشرت قوة النيران الهائلة للمدفعية، ومثل هذه القوة النارية من المستحيل أن تكون دقيقة فيما تستهدفه. نيران المدفعية معاكسة تمامًا لنيران القناصة. في حين أن جودة وقوة الأخيرة تكمن في دقتها في التصويب، تكمن قوة المدفعية في كمية القذائف التي تطلقها والأثر الهائل من الدمار لكل واحدة من هذه القذائف. من خلال استخدام المدفعية ضد غزة، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تكون صادقة في ادعاءاتها بأنها تفعل كل ما في وسعها لتجنب مقتل أو إصابة الأبرياء. الحقيقة هي أن قذائف المدفعية لا يمكنها إصابة أهدافها على وجه التحديد، ولم تصمم لضرب أهداف محددة. القذيفة التي يبلغ وزنها عادةً 40 كيلوغرامًا ليست سوى قنبلة يدوية كبيرة. وعندما تنفجر، فإنها تهدف إلى قتل أي شخص في دائرة نصف قطرها 50 مترًا، وجرح أي شخص ضمن مسافة 100 متر أخرى. وعلاوةً على ذلك، فإن عوامل الرطوبة في الهواء، والحرارة، واتجاه الرياح، يمكنها أن تتسبب في هبوط قذائف المدفعية على بعد 30 أو حتى 100 متر من الهدف. وهذا هامش كبير من الخطأ في مكان مكتظ بالمدنيين مثل غزة. عدم الدقة لهذه الأسلحة هو من الضخامة بحيث إن القوات الإسرائيلية مضطرة لاختيار هدف يبعد ما لا يقل عن 250 مترًا من القوات الصديقة لضمان سلامة هذه القوات. ومن الناحية العسكرية، تسمى هذه المسافة بـ "النطاق الآمن لإطلاق النار". في عام 2006، وعندما قصفت إسرائيل قطاع غزة، تم تقليص هذا النطاق بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين من 300 إلى 100 متر فقط. وبعد ذلك بوقت قصير، سقطت قذيفة طائشة داخل منزل عائلة غابين في بيت لاهيا، ما أسفر عن مقتل فتاة شابة، هديل، وإصابة أفراد آخرين من عائلتها. واستجابةً لهذا ولمآس مماثلة، ناشدت منظمات حقوق الإنسان محكمة العدل العليا الإسرائيلية لوقف هذه الممارسة القاتلة. وفي يونيو/ حزيران 2007، أعلنت النيابة العامة أنه لن يتم استخدام المزيد من نيران المدفعية في قطاع غزة. ولكن بعد بضع سنوات، وخلال عملية "الرصاص المصبوب"، استهدف القصف المدفعي المكثف مرة أخرى قلب قطاع غزة. وحتى بدء وقف إطلاق النار الأخير خلال عملية "الحافة الواقية"، أطلقت إسرائيل كذلك الآلاف من قذائف المدفعية على غزة؛ وهو ما تسبب في ضرر لا يحتمل للمدنيين، وتدمير واسع النطاق.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.