التأم، اليوم الاثنين، الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة، فيما لم يبدو واضحًا إن كان سينجح بقطع الطريق على مماطلة الوفد الإسرائيلي، والوصول إلى اتفاق ينهي دوامة العدوان المستمر على قطاع غزة. وبعدما أنهى أعضاء الوفد مشاوراتهم بعد قرابة أسبوعين من المفاوضات التي وصفوها بـ"الصعبة"، تشير المواقف الصادرة عن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبيل انعقاد جلسات التفاوض غير المباشرة، لإبرام اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى أن الاحتمالات تبدو مفتوحة. ويرى محللون سياسيون فلسطينيون أن مفاوضات القاهرة قد لا تفضي إلى اتفاق في نهاية المطاف، في حين بدا فشل سيناريو التوصل إلى اتفاق طاغيا على توقعاتهم. [title]فرص نجاح المفاوضات [/title] ولم يبدِ المحلل السياسي مصطفى الصواف تفائلاً من أن تحقق جلسة المفاوضات الجارية أي نتائج إيجابية، عازياً ذلك إلى رخاوة الوسيط المصري، حيث أنه لا يمارس أي نوع من أنواع الضغوط على الجانب الإسرائيلي، ويمارس في المقابل ضغوطًا على الجانب الفلسطيني للموافقة على أمور دون المطلوب فلسطينياً. ويضيف الصواف في حديث خاص لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أن الوسيط المصري في كل مرة، يطالب بتمديد التهدئة، موضحًا أنه مطلب إسرائيلي لتبريد الجبهة الداخلية، واستغلال الوقت لمحاولة إحداث شرخ في الصف الفلسطيني، مشيرًا إلى وجود عدة محاولات من الوسيط المصري للإيقاع بين الوفد الفلسطيني. وتوقع الصواف أن يدفع فشل المفاوضات الطرفين إلى سيناريوهين، الأول، أن تستجيب "إسرائيل" لمطالب الفلسطينيين، وحدوث الضمانة الأمريكية على الجانب الإسرائيلي، ووصول إلى اتفاق يلبي مطالب شعبنا الفلسطيني. أما السيناريو الثاني، أن تمارس "إسرائيل" العدوان، وتقوم بانسحاب أحادي الجانب، في حين تبقى الجبهة مفتوحة مع المقاومة، والدخول في معركة طويلة إما في "حرب استنزاف"، أو باستمرار المعركة ولكن بمعدلات وأساليب مختلفة. واستبعد الصواف أن تعود "إسرائيل" إلى خيار الحرب البرية، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" تدرك أن أي حرب برية شاملة على القطاع ستكلفها كثيرًا سواءً في عدد قتلى الجنود أو وقوع إصابات، إلى جانب عدد الضحايا الفلسطينيين الكبير، والذي سيزيديها سوءًا على سوء ما هي عليه الآن. وفق قوله. وتابع قائلاً: "سيستمر العدوان ضربة بضربة"، مشيرًا إلى أن هذا الخيار لا تحتمله "إسرائيل"، فهي تريد وقف النار، لكن في نفس الوقت، لاتريد أن تدفع أثمانا سياسية، حتى لا يُقال أن المقاومة انتصرت والجيش فشل في تحقيق أهدافه. [title]إلى أين ستؤول الأمور؟ [/title] من جانبه، طرح الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، ثلاث سيناريوهات لنتائج المفاوضات بالقاهرة بالإضافة الى الفرضية المتوقعة، لما بعد كل سيناريو في مفاوضات القاهرة والى أين ستؤول الأمور. وأشار الى أن السيناريو الأول، "أن تقبل إسرائيل برفع الحصار الكامل عن غزة، بما فيها الميناء، والمطار، والممر الآمن للضفة والقدس، مع توفير الفرصة للنمو الاقتصادي، مع وقف العدوان وعدم تكراره. وتوقع عبدو في المقابل أن تسود حالة من الأمن والهدوء لفترة طويلة الأمد بضمان المقاومة نفسها وأي ضمانات اخرى. وبالإشارة الى السيناريو الثاني: أوضح عبدو أن تقبل "إسرائيل" برفع جزئي للحصار، بمعنى إدخال مزيد من البضائع والسماح بالتنقل الجزئي الافراد، مع بقاء الربط والحصار الاقتصادي لغزة (..) مقابل ذلك من المتوقع أن تسود حالة من الهدوء مع التوتر من وقت لآخر، مع صراع منخفض الوتيرة، على جانبي الحدود في حالة أشبه بحالة الهدنات السابقة، الى أن تندلع مواجهة جديدة بعد عامين إلى ثلاث أعوام على أبعد تقدير. وفي السيناريو الثالث، نوه عبدو الى أن تشدد "إسرائيل" في عدم رفع الحصار مالياً، واقتصادياً، وسياسياً، ويستمر الحصار وعزل غزة بصور أخرى، تحت حجة عدم إعطاء المقاومة أي نصر يذكر، لأن ذلك سيشجع "الارهاب"، وأنه يوجد فرصة الآن للقضاء على المقاومة. "في المقابل، من المتوقع أن تنهار التهدئة في ظل هذا المفهوم، وأن تضعف أدوات الضبط الاجتماعي في غزة، وتتراجع القدرة على الضبط العام، تجاه تحصيل الامن والهدوء على الحدود، مع غياب واضح للسلطة وأي سلطة أخرى، ولن يتم السيطرة في هذه الحالة لا بتوقيع الاتفاقيات، ولا بعودة السلطة، ولا حتى بالاحتلال لكامل قطاع غزة، وعلى إسرائيل ان تختار؟". –والكلام لعبدو.-
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.