طرح صديقي علي سؤالاً مهماً مفاده كيف تم اقصاء أهل الضفة جميعاً مما حدث في غزة ؟! قلت له: مرحلة الاقصاء لم تأت من فراغ عزيزي لقد تم اخصاؤهم قبل اقصاؤهم!.. نعم حين أُخصِي أهل الضفة أقصوا من المشهد تماماً حسب الخطة الأمريكية الإسرائيلية وباتفاق مع عرّٓابي أوسلو في تكوين واعداد الفلسطيني الجديد. لقد بذل دايتون ومن بعده مولر وباتفاق مع الطيراوي والضميري وماجد فرج جهوداً كبيرة لانشاء الفلسطيني الجديد، منذ عام ٢٠٠٥ وحتى اليوم بذلوا جهدا كبيرا لانشاء فلسطيني منزوع الدسم، تسهيلات في السفر للخارج وجوازات أجنبية وتجارة مفتوحة، وعمالة في الداخل... حتى نجحوا في كي وعي أهل الضفة... اعتقلوا كل قيادات الفصائل والمقاومة، وكل من يقوم أو يفكر بالمقاومة أو يعرف أحد يفكر بالمقاومة، وبدأ الفلسطيني هناك يتقبل الوضع ولا يؤمن بأي عمل مقاوم يؤدي لهدم بيته أو خسارة تجارته أو منعه من السفر.. وأصبح فلسطينياً جديداً متحضراً يؤمن بالمقاومة الشعبية والمسيرات التضامنية وبات عاجزاً على التضحية بتاتاً. كان موقفاً غريباً ومثيراً من الضفة الغربية عما يحدث في غزة من جرائم ابادة وقتل كأن الفلسطيني في غزة لا يمد بصلة للفلسطيني في غزة، مع أن غزة ثارت كلها لأجل الضفة وحرق الطفل أبو خضير من قبل المستوطنين الذين يعيثون فساداً وعربدة هناك، ولا أحد يحرك ساكن. ساق الله على أيام زمان... أيام الحوتري وطوباسي وعبد الباسط عودة... أيام علي علان ومحمود طوالبة وأبو جندل والزبيدي وحلاوة والطاهر وأبو الهنود... آخر الأحزمة ذهبت مع محمود أبو عاصي الذي قام بعمليته البطولية خلال الحرب على قطاع غزة والتى هزت الاحتلال وأجبرته على الانسحاب من غزة خوفاً من أن تتفجر الأمور في الضفة وتنزل الأحزمة الناسفة للمدن المحتلة في الداخل. الفلسطيني الجديد نزعت منه ثقافة المقاومة، فكانت كل حملاته ومسيراته التضامنية لا ترتقي لأصغر مسيرة أو مظاهرة تضامنية شهدتها بريطانيا أو أمريكا للتضامن مع أهل غزة. الفلسطيني الجنديد هناك تبرع بمليون رغيف خبز لأهل غزة وبمليون زجاجة مياه معدنية ومليون علبة " كيلنيكس"، الفلسطيني الجديد هناك تضامن مع غزة بخمس مسيرات على دوار المنارة وسط رام الله تضمنت رسومات وصور لمعاناة غزة ، وقاد المسيرة مجموعة من الشباب والصبايا " مودرن" بزي غير عادي مختلف عن عاداتنا وطبيعتنا الفلسطينية وأعلنوا تضامنهم معنا وبكل وضوح علم الاحتلال أن الضفة لن تتحرك " ففسخ" فسخاً مبيناً والضفة تشاهد عبر التلفزيون فيلم " الأكشن" مستمتعة ببطولات المقاومة. آلاف العمال الفلسطينيين يدخلون المدن المحتلة " تل أبيب، حيفا- يافا- نتانيا- نهاريا...." والمسافة الفاصلة بين المدن الفلسطينية والمدن المحتلة لا تتعدى عشرة دقائق مثال قلقيلية ونتانيا... وآلاف المستوطنون يتنقلون في شوارع الضفة والفلسطينيون يشاهدونهم يومياً... ولو حدثت عمليتان استشهاديتان في الداخل خلال حرب غزة لقلبت المعادلة بالكامل ولكن المخصي المقصي لا يستطيع الانجاب. أيها المخنثون ارفعوا أيديكم عن الضفة، وخذوا تنسيقكم الأمني واتركوا الشعب يقرر مصيره، اعيدوا للشعب ثقافته وكرامته ومقاومته... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]