دمارٌ كبير حلّ بالمكان, لم يترك وراءه إلا ذهول أصحابه وكل من رآه من المواطنين وكذلك كانت الصورة أبلغ, في جريمة إسرائيلية جديدة في الساعات الأولى لفجر يوم الأحد الماضي على مدينة رفح في اليوم الـ49 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. صدمة وذهول كبيرين أصابا أصحاب المحلات التجارية في الساعات الأولى لمّا رأوا المركز الأكبر في رفح والذي يضم محلاتهم بعد قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية له بخمسة صواريخ وسط المدينة بسبب حجم الدمار الذي حرم عشرات الأسر من مصدر رزقها وعيشها. [title]خسارة اقتصادية كبيرة[/title] لم تلملم مدينة رفح الجنوبية لقطاع غزة جراحها منذ الأول من سبتمبر الجاري في مجزرة وحشية ارتقى على إثرها أكثر من مئاتي شهيد, لتتواصل الجراح باستشهاد ثلاثة من قادة القسام في المدينة يوم الخميس الماضي, ليستيقظ أهلها على تدمير للجانب الاقتصادي بقصف أكبر مركز تجاري فيها. وخلال حديث [color=red]"فلسطين الآن"[/color] مع مسئول العلاقات العامة في الغرفة التجارية عيّاد أبو طه بمدينة رفح أفاد أن حوالي 65 محلاً تجارياً يضمه المركز التجاري قد دمرت بالكامل, بالإضافة إلى 40 محلاً قد تضررت بالكامل مقابل المركز, مقدراً الخسائر بـ 15 مليون دولار الناتجة عن هذا القصف, ووصف فقال:"هذه ضربة تجارية كبيرة للقطاع التجاري في القطاع". واعتبر أبو طه أن هدف الاحتلال من قصف المركز التجاري هو زعزعة الاقتصاد الفلسطيني, مشيراً أن التجار الفلسطينيين يمثلون أكبر فئة في القطاع الخاص وأن من 60 إلى 70 % من العمّال هم أصحاب محلات وتجارات, موضحاً أن 300 منشئة تجارية تقريباً تم تدميرها في مدينة رفح. وأضاف خلال حديثه بأن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال استهدافه للمصانع والمراكز التجارية إلى ضرب المنتج الفلسطيني الوطني ليدفع بذلك التجار إلى تصدير منتجاته إلى القطاع ليقوي الاحتلال اقتصاده. وتابع قائلاً: "يضغط الاحتلال على كافة الحياة المدنية في ضرب الأبراج السكنية والمراكز الاقتصادية ليبعد الشعب الغزي عن المقاومة". [title]أصحاب المعاناة[/title] لم يتوقع مصطفى المغاري 40 عاماً صاحب أحد المحلات في المركز التجاري أي لحظة أن يستهدف هذا المركز التجاري الذي يحتوي على عشرات محلات تجارية ومؤسسات خاصة. وبعلامات الحزن والدهشة الظاهرة قال المغاري:"أكاد لا أعرف المنطقة من شدة الدمار الذي لحق بها، أشعر كأنني غريب عن هذا المكان لا يوجد أثر لأي شيئ، ما حدث هو إبادة وليس مجرد قصف". وأوضح المغاري أن الاحتلال الإسرائيلي أبلغهم قبل القصف بدقائق أنه سيتم قصف المركز, وأضاف قائلاً:"لم نقدر على التقدم نحو المكان لإفراغ محلاتنا من البضاعة التي هي رأس مالنا في الدنيا ومصدر رزق أولادنا، لحظات مرت كالصدمة بين التفكير في التقدم نحو المكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو أن المبنى سينزل علي رؤوسنا". ويؤكد المغاري أن لحظات القصف كانت مخيفة ومروعة بدرجة لم يشاهد مثلها في الحروب السابقة، "لدرجة أنني كنت بعيد عن المكان مسافة كبيرة إلا أن الركام غطى المنطقة". الحاجة أم شادي أبو طه التي جاءت لتفقد الدمار الكبير الذي حلّ بثلاث محلات لهم اثنين لأولادها وواحد لزوجها قالت لمراسل "فلسطين الآن" بصوتها الممزوج بالحسرة والأمل: "ثلاثة محلات أصبحت رماداً"، متسائلةً في ذات الوقت: "ما هو ذنب المحلات التجارية مصدر الحياة والرزق لأكثر من عشرون شخصاً". وتابعت: "حسبنا الله ونعم الوكيل في اليهود وأولاد الحرام، هذه أعمال بشعة وإجرامية، لأنهم غير قادرين على ضرب المقاومة، يحاولون إيجاع الناس وضرب المراكز التجارية والأبراج السكنية". [img=082014/view_1409485759.jpg]جانب من القصف[/img] [img=082014/view_1409485761.jpg]جانب من القصف[/img] [img=082014/view_1409485766.jpg]جانب من القصف[/img] [img=082014/view_1409485769.jpg]جانب من القصف[/img] [img=082014/view_1409485774.jpg]جانب من القصف[/img] [img=082014/view_1409485777.jpg]جانب من القصف[/img] [img=082014/view_1409485782.jpg]جانب من القصف[/img] [img=082014/view_1409485794.jpg]جانب من القصف[/img]