خبر: اشتعال جبهة الجولان عجّل برضوخ نتنياهو في غزة
01 سبتمبر 2014 . الساعة 11:36 م بتوقيت القدس
لم ينتبه كثيرون لما قاله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حواره "الأحد" 30 أغسطس 2014 مع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، من قبوله وقف النار مع غزة لأنه "خشي من تهديدات شرق أوسطية أراد التفرغ لها"، واكتفى الجميع بالتركيز على اعتراف نتنياهو ضمنًا بهزيمة قواته في غزة وأنه وافق على وقف النار "لكي لا يُقتل أو يخطف مزيد من الجنود" فقط. والواقع أن ما قاله نتنياهو من "أنه خشي من تهديدات شرق أوسطية أراد التفرغ لها" فسّره هو في فقرة أخرى من حواره بقوله إنه: "لم يكن يرغب في الدفع بكل القوات العسكرية الإسرائيلية لجبهة غزة، وبالتالي استنزاف قدرات إسرائيل على جبهة واحدة، في حين تشتعل الجبهتان السورية واللبنانية". ولكن الحقيقة الكاملة التي لم يذكرها نتنياهو هي أنّ وصول قوات موالية لجبهة النصرة القريبة من فكر "داعش" إلى الحدود السورية الإسرائيلية وسيطرتهم على الجانب السوري من معبر القنيطرة في الجولان، أزعج الإسرائيليين كثيرًا وجعلهم يفكرون سريعًا في وقف القتال وقبول اتفاق وقف إطلاق النار بالصورة التي شاهدها العالم كله وبدون أخذ رأي باقي وزراء مجلس الوزراء الإسرائيلي، وهو ما يفسر أيضًا نقل ونشر قوات إسرائيلية بصورة عاجلة من حدود غزة إلى حدود سوريا في الجولان بعدما بدأت بوادر القلق بسقوط صواريخ من القنيطرة على الجولان المحتل. حيث أعلنت "جبهة ثوار سورية"، إحدى أكبر المجموعات المقاتلة ضد النظام على حسابها على موقع "تويتر": "رفع علم الثورة فوق معبر القنيطرة الحدودي"، بعدما جاء في بيان موقع من "جبهة ثوار سورية" و"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" ومجموعات مقاتلة أخرى إعلان بدء معركة "الوعد الحق" التي تهدف إلى "تحرير" القنيطرة ومناطق مجاورة. وهذا ما دعا نتنياهو أيضًا لإطلاق تحذير يلخص فيه المخاطر التي تواجهها "تل أبيب"، يقول فيه: "تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على أبواب الأردن والقاعدة في الجولان، وحزب الله على الحدود مع لبنان"؛ لأن هذه ثاني محاولة من داعش للسيطرة على حدود الجولان وسبقَ لهم الهجوم ضد المواقع الإسرائيلية في الجولان في 18 مارس الماضي وأصابوا 4 جنود إسرائيليين. فيما حذر الكولونيل "كوبي مروم" في منطقة الحدود الإسرائيلية السورية من أن "معبر القنيطرة أصبح تحت تصرُّف أنصار الدولة الإسلامية وحلفائها”، وطالب " إسرائيل بالاستعداد لمواجه الخطر القادم من الجبهة الشمالية، لا سيّما أنّ "عناصر من التنظيم أطلقوا قذائف تجاه الحدود وأصابوا ضابطًا من قواتنا"، بحسب قوله. ويعوّل نتنياهو على دعم أمريكي مع بدء الأمريكان إجراء مشاورات مع دول أوروبية لتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية –بجانب العراق– وسط أنباء عن تنسيق أمريكي سوري سري لضرب داعش باعتبارها خطرًا على الطرفين، وسعْي نتنياهو للدخول في هذا الحلف الأمريكي لضرب داعش الذي سيضمّ بشكل أساسي دول الخليج ومصر والأردن. وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي (الأربعاء)، وصف "عاموس جلعاد" المستشار الأمني لنتنياهو سيطرة ما قال إنها "عناصر إسلامية متطرفة على الجانب السوري من معبر القنيطرة"، بأنها "تشكل دليلًا آخر على تلاشي السيادة السورية في هذه المنطقة". وأضاف "إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اتخذت منذ فترة الاستعدادات اللازمة لمواجهة احتمال أي تصعيد أمني في منطقة الحدود الإسرائيلية-السورية ولمنع أي عمليات اعتداء على الأراضي الإسرائيلية". ويبدو أن "تل أبيب" استعدت لهذا الاحتمال مبكرًا، ولكن سيطرة السريعة داعش السريعة على الحدود مع سوريا، وبدء إطلاق قذائف على جنودها في الجولان، واعتراف بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن ضابطًا إسرائيليًا أُصيب بجروح من جرّاء تعرضه لإطلاق النار من الجانب السوري شمالي هضبة الجولان بعد إطلاق 3 قذائف هاون من الأراضي السورية، كلّها أمور عجّلت بتسريع اتفاق غزة، ونقل قوات إسرائيلية إلى الجولان وإطلاق مدفعية الجيش الإسرائيلي النار على موقع تابع للجيش السوري بالقرب من الحدود، وإجلاء المزارعين الإسرائيليين من هذه المنطقة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.