قال مستوطنون من مستوطنة "زرعيت" في شمال "إسرائيل" إنهم كانوا يسمعون أصوات حفر تحت غرف نومهم لعدة شهور الأمر الذي دفعهم مؤخرا إلى استدعاء مقاول للفحص ادعى أنه عثر على علامات تشير إلى وجود بنى تحتية تحت الأرض. ونشر موقع "واللا" الإلكتروني أنه رغم انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (الجرف الصامد) إلا أن الحديث عن خطر الأنفاق الهجومية في جنوب "إسرائيل" ومسألة وجودها في الشمال لا يزال قائما. وبعث سكرتير مستوطنة "زرعيت"، عوفر شمير، مؤخرا رسالة حادة إلى القائد العسكري الإسرائيلي لمنطقة الشمال، يائير غولان، عبر فيها عن مخاوف المستوطنين من وجود أنفاق هجومية تبدأ من لبنان وتدخل إلى داخل "إسرائيل" بالقرب من منازلهم. وبحسبه فإنه تم استدعاء مقاول خاص، وباستخدام تكنولوجيا بسيطة تم العثور على مسار نفق يسير تحت المستوطنة.، يبدأ من قرية مروحين في جنوب لبنان، ويصل إلى المخرج الجنوبي من المستوطنة. وطلب شمير من غولان أن يأخذ الموضوع بمنتهى الجدية. وبحسبه فإنه ليس الحديث عن مجموعة من الخائفين، وإنما عن "سكان الشمال المجربين الذين يعيشون قرب السياج الحدودي على مر السنوات". ويجزم شمير بوجود نفق يصل إلى المستوطنة "زرعيت"، وذلك في رسالته التي بعث نسخا منها إلى رئيس الحكومة وإلى مراقب الدولة ووزير الأمن ورئيس أركان الجيش. وقال موقع "واللا" إن العاصفة الجديدة قد ثارت قبل شهر ونصف، وذلك مع نشر شهادات مستوطنين يعيشون في البلدات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان تتضمن سماعهم لأصوات عمليات حفر. ويدعي مستوطنون كثيرون أنهم سمعوا أصوات حفر تحت غرف نومهم، كما عبروا عن استغرابهم من رؤيتهم منذ سنوات لشاحنات محملة بالأتربة وهي تدخل وتخرج تباعا من دفيئات زراعية جديدة أقيمت في لبنان. وكتب شمير في رسالته إنه كانت هناك تحذيرات من الأنفاق منذ العام 2009، تضمنت إشارة إلى مسارات الحفر، وذلك بناء على شهادات تم جمعها من مزارعي المستوطنات في المنطقة. ونقل عن المقاول ساسون يحزقيئيل قوله إنه وصل إلى المستوطنة"زرعيت" لإجراء فحص بواسطة تقنيات بدائية ومعروفة يستخدمها خلال عمله الجاري لفحص البنى التحتية القائمة تحت الأرض. وادعى أن الفحوصات التي أجراها تشير إلى وجود نفق يبعد 50 مترا عن منزل إسرائيلية تحدثت عن سماعها أصوات الحفر تحت الأرض، وأن النفق يأتي من جهة جنوب لبنان. ويقول مستوطنون إنهم ليسوا على استعداد للمخاطرة، ويطالبون بنفي أو تأكيد الشكوك بشأن الأنفاق الهجومية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يجري "عمليات أمنية جارية" في المنطقة الحدودية، مع التركيز على المركبات الدفاعية والمعلومات الاستخبارية المتنوعة، ومع الأخذ بالحسبان أن الأنفاق تعد ضمن مختلف التهديدات القائمة في المنطقة. و جرى فحص الادعاءات بسماع أصوات حفر في المنطقة، وأن الفحص ينفي وجود نفق، حسب الناطق العسكري الذي أكد أنه في أعقاب التوجهات الأخيرة فإن ستجري محادثات مع السكان لتوضيح المسألة. كما أشار إلى أنه يجري العمل على تطوير تكنولوجيا جديدة للكشف عن الأنفاق الهجومية.