أشاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بتضحيات مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة خلال معركة العصف المأكول التي انتهت قبل أسبوعين ودامت 51 يوما قدمت رفح فيها أكثر من 420 شهيدا وعشرات الجرحى. وقال هنية الذي زار على رأس وفد رفيع عوائل الشهداء: إن "رفح أخفت كثيرًا من أسرار الحرب يمكن أن ننبئ شعبنا بها في الأشهر القادمة"، مؤكدًا أن معركة العصف المأكول شكلت نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي. وبدأ هنية جولته في رفح بزيارة عوائل الشهداء في المنطقة الشرقية (المشروع والنصر والشوكة والبلبيسي)، ثم تنقل إلى غرب المدينة (حي تل السلطان ومواصي البحر) قبل أن يختمها مع شهداء عائلة الحشاش شمال غرب رفح. وأقامت الحركة حفلا ًتكريمًا متواضعا يجمع عائلات شهداء كل منطقة لتسهيل تكريم من قبل وفد حماس الذي ضم إلى جانب هنية، د.خليل الحية ،د.يونس الأسطل د.سامي أبو زهري ولفيف من قيادات حماس في رفح. وزار الوفد أيضا المنطقة التي شهدت اغتيال قادة القسام الثلاثة (محمد أبو شمالة، رائد العطار ومحمد برهوم) وسط حي تل السلطان غرب رفح، مشيدين بتضحيات الشعب الفلسطيني، ومؤكدين أن قادة حماس وأبنائهم ليسوا أغلى من أبناء الشعب الفلسطيني. بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية أن سلاح المقاومة باقٍ، وفي تطور، وسيظل مشروعاً حتى التحرير, مشددًا على أن إرادة الشعب الفلسطيني بعد الحرب باقية وهي أعظم وأقوى من قبل. وقال الحية: "هذه هي روح شعبنا فعوائل الشهداء هم عنوان شعبنا الذي يصدح بالحق والقوة والحرية ليقول كلمة واضحة رغم ما دمرتم وقتلتم فلن تنتزعوا منا إرادتنا، لا إرادة الحياة ولا إرادة الإيمان ولا إرادة التحرير". وأشار الحية إلى أن كل ما يسوقه العدو الإسرائيلي أنه لا يُقهر ولن يقتلع هو معارض لسنن الله ووعده, معتبراً أن " الهزائم على شعبنا ولت وأصبحت خلف ظهورنا, وسلاحنا مشروع حتى التحرير". ونوه الحية خلال حديثه إلى أن أكثر من 60 شهيداً من وحدة النخبة في كتائب القسام هم من حفظة القرآن, مؤكداً أننا "نقاتل بإيماننا وعقيدتنا". ومضى قائلاً: "أبناؤنا وآباؤنا وأحفادنا وأحبابنا وجيراننا غالون على قلوبنا وهم ليسوا أرقاما، مضيفًا:" وإذا وضعنا هؤلاء في كفة والدين والوطن في كفة, سترجح كفة الدين والوطن على الآباء والأبناء والأمهات والنساء". وكان واضحا الاستقبال الجماهيري الكبير لوفد حماس في كل منطقة تواجد فيها في رفح طولا وعرضا ،رجال شيوخ أطفال نساء كلهم تزاحموا للتسليم على القيادات والتقاط الصور التذكارية معه. وأكد الأهالي على الثبات على الطريق وطالبوا القادة بالثبات أيضا وعدم الخضوع أو التنازل عن أي مطلب يمس كرامتنا خاصة سلاح المقاومة.