دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للتعامل بحزم مع المهربين المسؤولين عن عمليات "تهجير" الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أوروبا، مطالبة الحكومة الفلسطينية بتفعيل اتصالاتها بالدول المحيطة للحدّ من هذه الظاهرة. وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم بغزة، قال الناطق باسم حركة "حماس" صلاح البردويل، إنه وبعد إجراء التحقيقات اللازمة من قبل الجهات المختصة فقد تبيّن أن "90% من المهاجرين سافروا بطريقة عادية عبر معبر رفح ولم يخرجوا تهريباً". وأضاف "فور وصولهم إلى مدينة الاسكندرية بمصر، تلقفتهم أيدي المهربين ونقلتهم بحراً عبر السفن إلى إيطاليا، أو نقلتهم براً عبر معبر السلّوم إلى ليبيا ومنها هاجروا بحراً لإيطاليا، في رحلة مليئة بالمخاطر". [title]مهربون من جنسيات مختلفة[/title] وذكر البردويل أنه تمّ إلقاء القبض على عدد من المهربين والمزوّرين الذين كانوا يتقاضون مبالغ مالية مقابل عملية "التهريب"، مشيراً إلى أن شبكة المهربين تضمّ مهرّبين مصريين وسوريين وفلسطينيين. ونوّه إلى أن المهرّبين زادوا من نشاط عمليات التهريب خلال فترة العدوان على قطاع غزة، مستغلين الظروف الأمنية الصعبة التي حرمت أجهزة الأمن من ممارسة عملها بالشكل المطلوب. وأشار إلى أن التحقيقات بيّنت أن معظم المهاجرين من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ25 عاماً وهم من سكان جنوب قطاع غزة وخصوصاً محافظة خانيونس، وقد هاجروا إما بسبب ضيق الحال والبحث عن عمل، أو بحثاً عن الرفاهية والهروب من الحصار والضيق في غزة إلى سعة العالم. ولفت القيادي في حركة "حماس" إلى أن ظاهرة "الهجرة" ليست محصورة فقط في قطاع غزة، بل إن هناك حالات مماثلة في الضفة الغربية، داعياً للتصدي بقوّة إلى مخطط "تهجير الفلسطينيين" محذّراً أبناء شعبنا من السقوط في وحل الأوهام الخادعة. [title]الاحتلال مسؤول[/title] وحمّل البردويل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة وراء هذه الظاهرة من خلال اعتداءاته المتواصلة على أرواح وبيوت الشعب الفلسطيني وممتلكاته. وأضاف "الكل الوطني الفلسطيني والعربي والإنساني مطالب بوضع حد للاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني، وهذا نقوله لمن يحاول أن يعفي الاحتلال من هذه الجريمة". ولم يعفِ المساهمين في حصار غزة ومن يشجعون الاحتلال في حصاره لأهداف سياسية مختلفة من مسؤولية جريمة موت وغرق المهاجرين. [title]تفعيل الحكومة[/title] ودعا القيادي في حركة "حماس" حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمدالله لممارسة مهام عملها في قطاع غزة دون "حجج واهية". وأضاف "فلتمارس مهامها أو لتعود لبيتها. لا داعي لأن نشكل حكوماتٍ لا تساوي (تعمل) شيئاً"، مطالباً بضرورة الحزم مع المهربين وشبكاتهم المختلفة وتقديمهم للعدالة حتى تنتهي هذه الظاهرة الخطيرة. وطالب البردويل الحكومة الفلسطينية وخصوصاً وزارة الخارجية اتصالاتها بكل الجهات الخارجية التي لها علاقة بعمليات التهريب والدول التي استقبلتهم لمعرفة مصير المهاجرين سواء كانوا مفقودين أو غرقى، وكذلك التعاون مع الدول المحيطة لأجل القضاء على هذه الظاهرة. وفي ختام المؤتمر الصحفي، دعا القيادي بحماس لعقد مؤتمر وطني تشارك فيه الفصائل الوطنية والمنظمات الأهلية والشخصيات والمؤسسات الفاعلة لدراسة هذه الظاهرة ووضع الحلول وأنجع الطرق لإنهاء ظاهرة "تهجير" الشعب الفلسطيني.