تمكن أهالي مدينة الخليل، والبلدة القديمة من كسر قواعد فرضها الاحتلال على مدار سنوات سيطرته عليها وعلى حرمها الإبراهيمي الشريف، بعد أن غيَّب عنها طقوس الأفراح والأتراح المتوارثة عن الأجداد داخل باحاته وساحاته، وأعادوا إلى الذاكرة الفلسطينية طقوس "زفة العريس" التي كانت معروفة بشكل كبير قبل أن تطأ أقدام أول جندي محتل أزقة المدينة. فلأول مرة منذ عام 1967 وسيطرة جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه على الحرم الإبراهيمي الشريف ، تم اقام أول حفل زفاف للعريسين شريف وكرم الشيوخي اختار والدهما أن تكون ليلة زفافهما بالطقوس الدينية والاجتماعية القديمة، بغية كسر القيود الإسرائيلية وفي مواجهة برامج التقسيم والتهويد . يقول والد العريسين المهندس عزمي الشيوخي :بعد أن قام الاحتلال بتحويل البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي إلى ثكنة عسكرية، أردنا أن نوصل رسالة بأن القانون الدولي يكفل للفلسطينيين حرية العبادة والحركة وحرية إقامة كافة الطقوس الدينية والوطنية والاجتماعية داخل الحرم، كونه ملكاً خاصاً للمسلمين . ويضيف الشيوخي "قررنا أن تكون زفة أبنائي من داخل الحرم الإبراهيمي، لإحياء الذاكرة الفلسطينية التي يحاول الاحتلال شطبها منذ قدومه إلى المدينة، كذلك لنثبت للجميع أنه من حق أهالي الخليل أن يتجولوا في البلدة القديمة وفي داخل الحرم الإبراهيمي وفي باحاته وساحاته ومحيطه بما يكفله القانون الدولي لشعبنا الذي يرزح تحت نير تحت الاحتلال ، إضافة إلى الحفاظ على العادات الفلسطينية المتوارثة عن الأجداد منذ آلاف السنين مع بداية بناء الحرم. واحتفل أهالي الخليل بزفاف الشاب الأديب شريف نجل المهندس عزمي إسماعيل الشيوخي على صاحبة الصون والعفاف الآنسة هديل أحمد البطاط. وقد انطلق موكب زفاف العريس شريف من أمام الحرم الإبراهيمي الشريف بعد أن أدى الجميع صلاة عصر الجمعة في الحرم مخترقاً موكب العريس شوارع المنطقة الجنوبية والبلدة القديمة باتجاه صالة القلعة الكبرى بالخليل . وأقيم السبت أيضا زفاف شقيقه كرم عزمي الشيوخي على صاحبة الصون والعفاف الآنسة هالة فايز عيسى البطاط ، حيث انطلق موكب الزفاف من أمام الحرم الإبراهيمي بعد أداء العريس وذويه وأصدقاء العائلة صلاة عصر السبت في الحرم . وتزامنت زفة العريس كرم مع تواجد عشرات المستوطنين داخل أزقة وشوارع البلدة القديمة الذين يتجولون في أحياء البلدة القديمة كل يوم سبت ليعيثوا بها الفساد وليعتدوا على سكانها . وكان المستوطنون يتجولون برفقة عدد كبير من جنود وشرطة الاحتلال،واعترضوا أكثر من مرة طريق مسيرة الفرح وزفت العريس التي جابت الشوارع مخترقةً كافة أزقة وحارات البلدة القديمة، على الرغم من استنجاد المستوطنين بجيش الاحتلال. ويأمل والد العريسين والمشاركون استعادة زفة العرس كما كانت في السابق وهذا التراث من جديد لزيادة وصول المواطنين إلى الحرم الإبراهيمي لاعماره وحمايته من التهويد والى وصول المواطنين من الخليل وخارجها إلى أسواق البلدة القديمة لإعادة إحيائها وتعزيز صمود أهلها والتسوق من أسواق الخليل القديمة التاريخية والعريقة.