على بعد مئات الأمتار من موقع "كرم أبوسالم" العسكري الإسرائيلي وأبراج مراقبته المنتشرة شرق رفح , وبالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية جنوب القطاع تقع الأرض القاحلة إلا من مباني تكدّسَ الركام حول أعمدتها التي تحملها , وتمتد التربة التي أخفت معالم انبساطها القذائف والصواريخ , هناك يقع مطار غزة الدولي المدمّر. مطار غزة الدولي أو كما كانت تسميته "مطار عرفات الدولي" , أو كما يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي "مطار الدهينة الدولي" , تم افتتاحه في 24 نوفمبر عام 1998م بعد بنائه بعام بحضور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون , وذلك بعد مفاوضات طويلة بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي ضرب بعدها العدو الإسرائيلي كعادته بعرض الحائط كل المفاوضات والاتفاقيات فدمّر المطار في أوقات متفاوتة. تقرير يسلط الضوء على مطار غزة الدولي المدمر شرق رفح , ودلالة استمساك المقاومة بإعادة إنشائه بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة , وأهميته في استقلال القرار الفلسطيني. [title]معلم سيادة واستقلال[/title] المطار الذي كان ينقل 700 ألف مسافر سنوياً ويعمل يومياً على مدار 24 ساعة توقف عن العمل في ديسمبر 2001م في بداية انتفاضة "الأقصى" بعد أن ألحق فيه الاحتلال الإسرائيلي دماراً فادحاً أصاب محطة الرادار والمدرج , لتمزق الآليات الإسرائيلية المدرج كاملاً في 2002م , ولتقصف في 2006م إبان الحرب على لبنان المبنى الرئيسي في المطار. وخلال حديث [color=red]"فلسطين الآن" [/color]مع الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون اعتبر أن المطار هو أحد معالم السيادة التي يحرص عليها الفلسطينيون , بالإضافة إلى أنه مظهر من مظاهر الاستقلال والحرية التي ستخرج أهالي القطاع عن الطوق المحكم. وعزا المدهون تدمير الاحتلال الإسرائيلي للمطار إبان انتفاضة الأقصى ورفضه إعادة بنائه إلى رفضه لأي مظهر من مظاهر السيادة , معتبراً أن " المطار يعطي خطوة إيجابية نحو تكامل الشخصية الفلسطينية واستطاعتها لاستكمال بناء المنظومة الفلسطينية المؤهلة لتأسيس كيان سياسي مستقل وقادر على التواصل مع العالم الخارجي". وأضاف:"الاحتلال ما زال يشترط بين الفلسطينيين والعالم الخارجي بأن يكون على طريقته , ولهذا يرفض المطار وإنشاء الميناء". [title]إصرار المقاومة لمطلب شرعي[/title] وأصرّت المقاومة طيلة أيام الحرب الأخيرة على قطاع غزة في خطاباتها وعلى لسان المتحدثين باسمها على إنشاء المطار وإعادة بنائه كجزء من شروط وقف إطلاق النار , بل فرضت معادلة "المطار بالمطار" عندما كانت تقصف بشكل متواصل مطار "بنغريون" الإسرائيلي , وترسل رسائل التهديد بإخلاله وعدم السفر عبره. وأشار المحلل السياسي إلى أن المقاومة الفلسطينية تدرك أهمية إنشاء مطار وتعتبره نقطة ارتكاز للمرحلة القادمة" , مؤكداً أن المقاومة تشعر بمعاناة شعبها وسكان القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي والتضييق المصري , ومعتبراً أن المطار سينهي معاناة السفر والتنقل الضرورية التي يستفيد منها عشرات الآلاف يومياً من وإلى قطاع غزة. وأضاف" المقاومة تدرك أهمية المطار في مشروع التحرر بشكل كامل ليكون حلقة التواصل مع المتعاطفين في أنحاء العالم , منوهاً "أن ذلك سيزيد المكاسب ويبادل الخبرات مما يعطي تكوين إيجابي على النواحي المختلفة لدعم المقاومة". من جهته، قال رئيس بلدية صبحي أبو رضوان ل [color=red]"فلسطين الآن" [/color]:" "على المقاومة أن تصر على هذا المطلب لأنه مطلب حق ومشروع , ونحن نثمن للمقاومة مواقفها الشريفة ويجب أن تصر عليه لأنه رمز من رموز السيادة للشعب الفلسطيني على أرضه". وعلى مدار سنوات منذ تدمير المطار تجاهلت السلطة ذلك الحق الشرعي والمطلب الفلسطيني في إعادة إنشائه وبنائه رغم وجوده من ضمن اتفاقياتها مع العدو الإسرائيلي , لتعيد المقاومة هذه القضية إلى الواجهة مطالبةً بحق واضح لشعب يعيش في حصار وإذلال على المعابر. [title]في وجه الحصار[/title] أمام المعاناة التي عاناها كل مواطن فلسطيني على معبر رفح البري فإن آمال المرضى والطلبة وأصحاب الاقامات والحياة كذلك ترتقب وتحلم باستقلال لقرار الحركة والسفر الفلسطينية بمطار يحفظ لهم كرامتهم وحرية حركتهم. اعتبر أبو رضوان معبر رفح "عنوان لإهانة الإنسان الفلسطيني , مشيراً أن المطار هو أحد معالم قطاع غزة الرئيسية الذي كان يستغله الفلسطيني للسفر بكل سلام دون الاضطرار للدخول إلى معبر رفح , منوهاً أن فقدان المطار هو فقدان شيء كبير جداً للحياة. واتفق المحلل السياسي المدهون مع رئيس بلدية رفح وقال "إن ضرورية المطار تزداد في ظل الحصار الخانق والإحكام القاتل الذي يلف غزة براً وبحراً" , مضيفاً:" معبر رفح يجسد معاناة الفلسطينيين وعنصر من عناصر أوجاعهم أمام استغلال النظام المصري له للتضييق وممارسة الابتزاز السياسي". أمام إبداع المقاومة وتضحياتها التي أذهلت القريب والبعيد في حرب معركة "العصف المأكول" , وصمود شعبها الذي احتضنها احتضاناً أسطورياً , يرقب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ثماراً لتضحياته ودمائه وآلامه يكون نتاجها الاستقلال والحرية والسيادة. وجدد عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق التأكيد على أن "مطالب الشعب الفلسطيني والمقاومة هي حقوق، سواء كانت مطار أو ميناء بحري". [title]صور الدمار الذي أصاب المطار بكل مكوناته[/title] [yt=092014/view_1411801135.jpg]ضع تعليق اليوتيوب هنا[/yt] [img=092014/view_1411801143.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801151.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801160.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801168.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801176.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801184.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801304.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801297.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801289.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801275.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801252.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801244.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801237.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801202.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801196.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=092014/view_1411801208.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]