26.68°القدس
26.44°رام الله
25.53°الخليل
27.09°غزة
26.68° القدس
رام الله26.44°
الخليل25.53°
غزة27.09°
الأحد 08 يونيو 2025
4.74جنيه إسترليني
4.94دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.99يورو
3.5دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني4.94
جنيه مصري0.07
يورو3.99
دولار أمريكي3.5

خبر: في عيدهم الأول .. أسر تذرف الدموع وعوائل بلا بيوت

ما أعظمها لحظات الطاعة وأنت تجلس وسط المصلين في خطبة العيد، وتستمع بها إلى الخطيب المفوه الذي أتقن خطبته، وتنتظر بفارغ الصبر انتهاء الخطبة، لتقوم بذبح أضحيتك، تطبيقا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن ثم لتتجول على الأهل والأحباب، من أجل تهنئتهم بالعيد المبارك، التي هي عادتك في كل عام، لكن .... ؟؟ لكن في هذا العام سيكون الحال مختلف إلى حد كبير، فستجد نفسك قد افتقدت كثيرا من أحبتك الذي شاركوك الأعياد السابقة، فمنهم من ذهب إلى الله شهيدا، ومنهم من أسر أو حتى جرح، وحتما حينها سترنو العيون إلى لقاء الأحبة، وستذرف القلوب الدموع، وستكثر الكلمات والشعارات، كلمات من القلب هزت وجدان صاحبها، فانطلقت نحو الآخرين لتجذب القلوب، وتطرب الآذان، وتحلق بهم إلى هناك نحو الماضي التليد، والمستبقل الذي لا يزال يحمل المزيد... [title]عيد ممزوج بالألم[/title] كلمة عظيم في حدث عظيم، ليس فقط في فلسطين، بل في جميع أرجاء العالم الإسلامي، فتخرج من القلب بسعادة وبهجة، فتلقى آذانا صاغيا، وقلوبا راقصة بالفرح والسعادة. عيد جديد ومناسبة جديدة، ولكن تهنئة ناقصة لأن أهل التحية وأصحاب الجلالة قد رحلوا وغابوا، فغاب معهم ضوء القمر، وانطلقوا إلي عيدهم الأكبر، فتركونا نتذكر ذكرياتهم ونبكي على أطلالهم "زياراتهم – بسماتهم – كلامهم – تهانيهم ، تضحياتهم"، لا تزال حاضرة في قلوب ذويهم ومحبيهم، وسيكون لأول عيد "الأضحى" بغيابهم شكل خاص، امتزج بالألم والأمل، ألم على فراق الأحبة، وأمل بلقائهم، وان طالت الأيام، وتتابعت الأعياد. [title]عيدنا يوم بناء بيتنا[/title] كنا نسمعها دائما وكثيرا، وفي جميع المناسبات "عيدنا يوم تحرير مقدساتنا"، "عيدنا يوم عودتنا"، ولكن اليوم وبعد الحرب الثالثة التي قامت بها قوات الاحتلال علي قطاع غزة، وما آل إليه وضع القطاع، لكن المواطن "إبراهيم النسر" والتي دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيته وبيت أقاربه بمنطقة جحر الديك قال [color=red]لفلسطين الآن[/color]"عيدنا يوم بناء بيتنا، ولم شمل عائلتي المفرقة والموزعة علي شقق الإيجار"، فبعد قصف بيت عائلة النسر، تشتت الأسرة على مناطق مختلفة من المحافظة الوسطى، وذلك حسب الشقق المتوفرة، فلم تعد العائلة تلتئم كما كانت عليه في الأعياد السابقة، بل أصبح كل واحد يبحث على مأوى مناسب له ولأسرته. [title]تقبل الله أضحياتكم[/title] هي سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل الأضحية في عيد الأضحى المبارك، لما لها من معاني عظيمة، ولما تعود المسلم على التضحية وتقديم كل ما يملك في سبيل الله. لكن في هذا العام، وبمناسبة أول "عيد الأضحى" بعد العدوان الهمجي الذي تعرض له قطاع غزة، وارتقاء ما يزيد عن 2200 شهيد، وجرح ما يزيد عن 11آلاف، هنا ستتحد ما نقدم قربانا إلى الله، مع ما قدمه آلاف الشهداء والجرحى خلال العدوان الأخير، لكن شتان شتان بين من قدم دمه، وباع نفسه لله، وبين أمثالنا من يقدمون الأضاحي قربانا إلى الله، فطوبى لأهل الشهداء، وطوبى لتضحياتهم العظيمة، وأقر الله عيونهم بنصر أمتهم. "أسأل الله اللطف" هذا ما قاله محمد شقيق الشهيد القسامي زهدي أبو الروس الذي استشهد في معركة العصف المأكول، ولا تزال جثته تحت ركام مسجد النصيرات وسط قطاع غزة. ويضيف محمد "هذا العيد الأول الذي سيمر علينا دون أخي الكبير زهدي، ولا أعرف كيف سيكون حالنا، فأسأل الله اللطف". ويردد شقيق الشهيد دعائه في كل صلاة "أسأل الله اللطف بعائلتي، وأن يخفف الله عنهما في أول عيد سيمر علينا دون أخي الأكبر "أبو العبد" الذي يحمل كنية والدي". ولكن ، شعبنا أكبر من كل المؤامرات ، شعبنا أكبر من النكبات ، سيحيى كريما ، وسيحتفل بالعيد عزيزا . نعم سيحتفل بعيد الأضحى الأول عل شهداء معركة العصف المأكول، سيحتفل بالقادة العظام، والشهداء الأبرار، وسيحتفل بالأسرى المرابطين والجرحى الصابرين. نعم ستكون البيوت المدمرة دعوة للجميع لمسح الجراح وإدخال البسمة والسعادة على أهلها، فهم أهل العطاء