لم يخطر ببال شركة "سيتي باص" المُشغلة للقطار الإسرائيلي الخفيف في مدينة القدس المحتلة أن تُصبح عربات هذا القطار هدفا لهجمات الشبان المقدسيين، ولكنها تناست في ذات الوقت أن أي وجود إسرائيلي على أرض فلسطين يعتبر هدفا مشروعا للمقاومة بشتى أشكالها. القطار الذي بدأ تسييره منتصف عام 2011 يُعتبرُ مشروعا تهويديا بامتياز، رُغم تقديمه بعض الخدمات للمواطنين المقدسيين؛ فهو يربط بين معظم المستوطنات في مدينة القدس بدءا من مستوطنة "بسجات زئيف" شمالا، وصولا إلى مستوطنة "هار هرتسل" جنوب المدينة المقدسة. [title]هجمات متواصلة[/title] أدرك المقدسيون خطورة هذا المشروع منذ انطلاقه عام 2006 ، فأخذ الشبان على عاتقهم مقاومته بشتى الوسائل والسّبل، وقاموا بإتلاف أجزاء من سكة الحديد أثناء إنشائها، وبعد تدشينه أصبح القطار عُرضة لإلقاء الحجارة مع كل اعتداء من اعتداءات الاحتلال. ومع جريمة خطف وحرق الفتى المقدسي محمد أبو خضير مطلع تموز الماضي، وجد الشبان المنتفضون في محطة القطار التي لا تبعُد سوى أمتار عن منزل الشهيد أبو خضير فرصة للتنفيس عن غضبهم، فقاموا بإحراق المحطة وإتلاف بعض الأعمدة التابعة لها وحرق محطات أخرى في الحيّ، بينما قام شبان آخرون في ذات الحي بإمطار عربات القطار بالحجارة والزجاجات الحارقة. ومنذ ذلك الوقت يتعرض القطار لهجمات يومية بالحجارة ، فشل الاحتلال في إيقافها بالرغم من نشر قواته على امتداد الطريق الواصل بين حي بيت حنينا وشعفاط، ووضع منطاد للتصوير فوق خط سير القطار. وتنفذ قوات الاحتلال حملات اعتقال شبه اليومية في حي شعفاط بتهمة إلقاء الحجارة، وتفرض على المعتقلين غرامات باهظة في خطوة تهدف إلى تعويض بعض خسائر القطار. [title]خسائر فادحة[/title] وتقول "يسرائيل هيوم" إنه بسبب رشق الحجارة المتكرر على القطار الخفيف في القدس، تبقى لدى الشركة التي تقوم بتفعيل القطار، 14 مقطورة فاعلة فقط، من أصل 23 مقطورة، أما البقية، والتي تشكل نسبة 40% من مقطورات القطار الخفيف، فقد أصيبت بأضرار وتحتاج إلى تصليح، علما أن وتيرة التصليح تفوق وتيرة الأضرار اليومية. الهجمات المتواصلة كبّدت شركة القطارات خسائر مادية فادحة، وصلت إلى عشرات ملايين الشواقل بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع "إن آر جي" الإخباري الإسرائيلي منتصف شهر أكتوبر الجاري. وجاء في التقرير أن الهجمات المتواصلة دفعت بالشركة المُشغلة إلى تغيير خط بعض القطارات بحيث تتجنب الدخول إلى الأحياء العربية، مما دفع بالمقدسيين إلى ركوب الحافلات بدلا من القطار الأمر الذي ساهم في زيادة الخسائر. وسجل عدد مستخدمي القطار انخفاضا كبيرا في شهري تموز وآب الماضيين، بنسبة (20%) من عدد المستخدمين في الأوضاع الاعتيادية. [title]نجل شارون يدعو لإبعاد العرب[/title] وتسود حالة من السخط الشديد بين مستخدمي القطار من المستوطنين بعد فشل قوات الاحتلال في تأمين خط سير القطار من هجمات الشبان المقدسين. وعلى إثر ذلك، دعا "غلعاد شارون"، نجل رئيس الحكومة السابق، "أريئيل شارون"، في "يديعوت احرونوت" إلى فصل القرى العربية عن القدس، بسبب ما يتعرض له القطار الخفيف من رشق للحجارة لدى مروره في هذه الأحياء المقدسية. وقال إنه من السهل في القدس ترسيم المسار الصحيح للجدار الفاصل حول المدينة، ويجب أن يبقي الجدار خلفه كل الأماكن التي يتم فيها رشق القطار بالحجارة. وأضاف "صحيح أن "اختبار الحجارة" لا يلائم كل مكان، ولكن القدس ليست "كل مكان" وفيها يجري الحديث عن أطراف المدينة، وهناك ينطبق هذا الاختبار بشكل دقيق. إذ انه سيترك في الخارج بيت حنينا وشعفاط وجبل المكبر وصور باهر وام طوبا، وربما، أيضا العيسوية، وعدة أماكن أخرى". ويتساءل شارون: ما الذي ستخسره القدس إذا أخرجنا منها القرى التي تم ضمها إليها بشكل مصطنع؟ لا شيء، بل ستربح من ذلك. هل يشعر أحد بنقص أبو ديس وما يسمى مخيم شعفاط، بعد أن فصل الجدار بينهما وبين المدينة؟ لا أحد". وقال "يمكننا في خطوة واحدة أن نحظى بتأييد كبير في العالم إذا قمنا بنقل القرى والأحياء الواقعة على أطراف القدس إلى المناطق (B) الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية، وكذلك عمل معروف كبير للمدينة وإنقاذها من كل "المخربين المنحطين" ومن مئات آلاف الفلسطينيين الذين لا يؤمنون مثلنا برؤية عاصمتنا المقدسة إلى أبد الآبدين". وطالب بضرورة " الاحتفاظ بالبلدة القديمة، (التي لا تتجاوز مساحتها كيلومتر واحد) إلى الأبد، وكذلك على الأحياء المجاورة لها. ولكن يجب الانفصال عن الأطراف التي تثقل علينا، ومن المفضل الإسراع بذلك". [img=102014/view_1413788010.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=102014/view_1413788011.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=102014/view_14137880111.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]