حكمت المحكمة العسكرية في بيروت أمس الأربعاء، بالسجن عشرين عامًا على لبناني أدين بتهمة التجسس لصالح العدو الإسرائيلي، في وقت دعا فيه حزب الله الحكومة اللبنانية إلى ملاحقة عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية في لبنان بتهمة التجسس وتزويد إسرائيل بمعلومات أدت إلى سقوط ضحايا. ورأت المحكمة في حكمها أن مروان الفقيه كان يجمع معلومات عن منازل زعماء المقاومة بما في ذلك منزل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إلى جانب إعطاء (إسرائيل) معلومات أخرى. في غضون ذلك دعا النائب عن حزب الله ورئيس لجنة الإعلام والاتصالات في البرلمان اللبناني حسن فضل الله الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية وتطبيق القوانين النافذة في مواجهة هذه "الأعمال التجسسية" التي كشف عن أسماء ضباطها الأميركيين. وأضاف أن التجسس الذي تمارسه الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) على لبنان هو اعتداء على سيادة هذا البلد وأمنه، وما قامت به المقاومة في كشف إدارة المحطة بأسماء رئيسها وضباطها وعملائها وبرامج عملها وأهدافها هو ضربة قاسية لهذا الجهاز الأمني الأميركي ولإسرائيل التي تعد أكبر متضرر من الخسارة المدوية التي لحقت به. وكشف حزب الله في تقرير مفصل وزعه الأسبوع الماضي عن النشاط الاستخباري الأميركي انطلاقا من محطة متمركزة بشكل دائم في أحد المباني التابعة للسفارة الأميركية في بلدة عوكر شرقي بيروت. وتتولى تلك الأجهزة إدارة وتشغيل شبكات واسعة من المخبرين المنتشرين على الأراضي اللبنانية في قطاعات سياسية واجتماعية وتربوية وصحية وأمنية وإعلامية وعسكرية عدة. وسمى التقرير مجموعة من الضباط العاملين، وأشار إلى أن ضباط الاستخبارات يستخدمون أسماء وهمية يقدمون بها أنفسهم. وكشف حزب الله عن "عملاء سي آي أي" في لبنان بالأسماء والتواريخ والأسماء الحركية وآلية العمل وأهداف التجنيد، وذلك في برنامج بثه تلفزيون المنار (الناطق باسم الحزب) الأسبوع الماضي. ويقول لبنان إنه فكك العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية بأدوات لبنانية خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ويرى مسؤولون أمنيون لبنانيون بارزون أن اعتقال المتعاملين شكل ضربة كبيرة للشبكات الإسرائيلية في لبنان. وأضاف المسؤولون أن العديد من المشتبه فيهم لعبوا أدوارا أساسية في تحديد أهداف لحزب الله تعرضت للقصف خلال 34 يوما من الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، مما أدى إلى مقتل نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين، وقد قتل في تلك الحرب 160 إسرائيليا معظمهم من الجنود.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.