22.34°القدس
21.77°رام الله
19.97°الخليل
24.33°غزة
22.34° القدس
رام الله21.77°
الخليل19.97°
غزة24.33°
الإثنين 17 يونيو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.25دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.99يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.25
جنيه مصري0.08
يورو3.99
دولار أمريكي3.72

خبر: لغز القرن.. من قتل "ياسر عرفات"؟!

تصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات"، والذي بقيت ظروف وفاته غامضة إلى اليوم، فلم تخرج لجان التحقيق الفنية أو الجنائية بنتائج قطعية عن أسباب وفاته، ما جعل الشارع الفلسطيني يزداد قناعة أن هناك من يتعمد إخفاء الدلائل والحقائق من قبل لجان التحقيق وفي مقدمتها اللجنة التي شكلتها السلطة الفلسطينية. وكان الرئيس "عرفات" توفي في الحادي عشر من نوفمبر 2004 عن عمر يناهز الـ 75 عاماً بمرض غامض لم تحدده التحاليل التي أجريت له في مستشفى "بيرسي" العسكري في باريس بعد أيام من نقله إليه، ودفن "عرفات" في رام الله دون أن تخضع جثته للتشريح وهو ما زاد من علامات الاستفهام حول قبول قيادة السلطة وحركة فتح بدفن جثمانه قبل تشريحه أو عرضه على أطباء مختصين لمعرفة سبب وفاته. [title]تستر وتواطؤ [/title] أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية والمحلل السياسي "هاني البسوس" اعتبر أن بعض الشخصيات المتنفذة في السلطة الفلسطينية وحركة فتح هي التي ترفض الافصاح عن نتائج التحقيقات التي تسير ببطئ، وذلك لما لها من غايات من وراك ذلك، ومن ضمنها التستر على بعض الشخصيات المتهمة بالتواطؤ في قتل "عرفات". وأوضح البسوس في حديث لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] صباح اليوم الثلاثاء، أنه في الغالب من أدخل السم للرئيس "عرفات" هي شخصيات في الصف الأول المقربة منه أثناء حصاره في مقر المقاطعة برام الله، ودائرة الشك تحيط بكل المتنفذين الآن في السلطة ويقفون على رأس الهرم. وحول توقيت الكشف عن نتائج التحقيقات، ربط البسوس ذلك بمن يتواجد في سدة الحكم من شخصيات، وخاصةً في هذه الفترة والتي لها مصلحة على ما يبدو في إخفاء نتائج التحقيقات، ولم يستبعد أن يستمر إخفاء نتائج التحقيقات سنوات طويلة طالما أن من شارك في قتله ما زال في منصب متنفذ. هذا وتحتفل حركة فتح في الـ 11 نوفمبر من كل عام بوفاة الرئيس "عرفات"، مقابل تراجع الأصوات بشكل يصل إلى درجة الخفوت في مطالبة قيادة فتح والسلطة الفلسطينية في الكشف عن قاتل الرئيس "عرفات" أو من شارك في قتله، لا سيما وأن كل الدلائل تشير أنه من أوصل له السم هو من المقربين حوله أثناء حصاره في المقاطعة. وبين أستاذ العلوم السياسية أن حركة فتح اليوم ليست حركة فتح عام 1965، حيث أن فتح الحالية لم تعد تستطيع السيطرة على الشارع الفلسطيني أو حتى أجنحتها التنظيمية، وذلك على الرغم من وجود شخصيات لها سجل وطني في الحركة إلا أنها لا تستطيع التغيير في ظل وجود شخصيات متنفذة بالحركة. [title]ملف سياسي بامتياز [/title] من جانبه، عدّ المحلل السياسي الفلسطيني "طلال عوكل" موضوع اغتيال الرئيس "عرفات" سياسي بامتياز، لا سيما وأن هناك قراراً أمريكياً وإسرائيلياً وعلم به بعض الرؤساء العرب منذ اغتيال "عرفات" وحتى لجان التحقيق التي شكلت لمعرفة أسباب وفاته. ولفت عوكل في حديث لـ"فلسطين الآن" أن التحقيقات في ظروف وفاة الرئيس "عرفات" تنقسم إلى قسمين، الأول تقني، من فحوصات مخبرية وفحوصات تحتاج إلى أجهزة ومعدات لا توجد في الأراضي الفلسطينية أو حتى الدول العربية، وهو ما دفع بفحص العينات التي أخذت من رفات ومقتنيات الرئيس "عرفات" للفحص في فرنسا وسويسرا وروسيا. والثاني، تحقيقات داخلية، من خلال تشكيل لجان تحقيق في وفاة الرئيس "عرفات" والتي يرأسها الآن اللواء "توفيق الطيراوي"، والتي تعتمد في عملها على التقرير الطبي الذي صدر من سويسرا بخصوص أسباب الوفاة، إلا أن الامكانيات الفلسطينية الفنية والجنائية تبقى ضعيفة مقارنةً مع الدول الأخرى. [title]تباطؤ قيادات السلطة [/title] ورأى عوكل أن هناك تباطؤ من قبل السلطة الفلسطينية واللجنة التي شكلت للتحقيق في وفاة الرئيس "عرفات"، وذلك بسبب التعقيدات التي تحيط بالملف والتي تخضع لحسابات داخلية وخارجية، لا سيما وأن الأمر قد يطال شخصيات فلسطينية وازنة. وتوقع المحلل السياسي أن يستمر سر وفاة "عرفات" مخفياً لـ 30 أو 40 عاماً مقبلة، مستبعداً أي حراك حقيقي في الملف قبل ذلك، خاصةً وأن المتهم الرئيس في القضية هي "إسرائيل" لما لها من سوابق في هكذا حوادث، كمحاولة اغتيال رئيس المكتب سياسي لحركة حماس "خالد مشعل" والفدائي الفلسطيني "وديع حداد". [title]مادة سمية [/title] وكان رئيس اللجنة الطبية في اللجنة الوطنية "عبد الله البشير" قد أكد عقب صدور التقريرين السويسري والروسي في أسباب الوفاة أن تطور الحالة المرضية ناتج عن مادة سمية لم يتم فحصها، والكشف عن نتيجة فحصها، وكان هذا رأي خبراء السموم في مراكز عالمية تم الاستعانة بها، ولم يكن طبيعتها معروفاً لدى اللجنة، إلا أن عرضت نتائج تقرير مركز لوزان السويسري التي أظهرت وجود مادة "البولونيوم 210"، لكنهم أشاروا إلى أنهم بحاجة لتحاليل رفاة "عرفات" لتحديد إن كانت سبب الوفاة. وأوضح في تصريحات سابقة له أن الاتفاقات تمت على إجراء فحوصات من قبل خبراء روس وسويسريين وفرنسيين للتأكد من أن الوفاة ناتجة عن التسمم بمادة "البولونيوم 210"، وقام الفريقان الروسي والسويسري بتسليم التقرير للجنة، وبدأت اللجان المختصة دراسة التقريرين، ومقارنة النتائج الواردة بهما، وستستمر هذه الدراسة لفحص كافة المعطيات حتى تتكشف الحقيقة كاملة. [title]العثور على بولونيوم 210 [/title] ودون في التقريرين أن الفحص الجيني أثبت أن جميع العينيات تعود للرئيس "عرفات"، وأظهر التقريران وجود مادة "البولونيوم 210" وبكميات كبيرة، وفي التقرير الروسي أكد وجود مادة إشعاعية أخرى هي "الرصاص المشع 210"، وهاتان المادتان متواجدتان بشكل متوازن، وكل منهما ممكن أو يولد الآخر، وكذلك ممكن أن ينتج مواداً طبيعية أخرى "كالروديوم 220". وباستخدام التجارب والقياسات تم استبعاد "الروديوم 220" كمصدر للمادتين، وتركزت الأبحاث على مصدر هذين العنصرين، فمن ناحية نظرية يمكن أن يكون "البولونيوم 210" هو المصدر إثر تناوله كمصدر سام، وإثر تناوله أنتج الرصاص، وهذا يؤيد النظرية السمية، ومن ناحية نظرية من الممكن أن يكون الرصاص المشع هو سبب "الروديوم 220". واستخدم الفريقين الحسابات والتجارب المعروفة عن مصادر "البولونيوم"، وكان لا بد من مقارنة النتائج بتطورات الحالة المرضية، والتقرير السويسري أكد وجود متلازمة الإشعاع الحاد، وهي تحدث من إشعاع داخلي نتيجة مادة مشعة وهي "البولونيوم 210"، وهذا ما يؤدي للوفاة. [title]محاولات إخفاء للحقائق [/title] وجاءت خلاصة التقرير السويسري أن النتائج تدعم يشكل معتدل نظرية أن تكون الوفاة ناتجة عن "البولونيوم 210"، أما خلاصة التقرير الروسي أن مجمل نتائج البحث الشامل عن "البولونيوم 210" وتطور الحالة السريرية لا يعطي دلائل كافية يعتمد عليها التقريران أن "البولونيوم 210" سبب متلازمة إشعاعي حاد أدى إلى الوفاة. وأكد البشير أن نتائج التقريرين تتوافق تماماً مع خبراء اللجنة الطبية بأن وفاة "عرفات" ليست بسبب مرض طبيعي وناتج عن مادة سمية لم يتم فحصها أو الكشف عنها أثناء مرضه، وهذا يفسر ويتوافق مع ما توصل له الأطباء الفرنسيين الذين عالجوا الرئيس في مستشفى "بيرسي" الفرنسي، بأن الحالة السريرية وتطور المرض لا يمكن تفسيرها في علم الأمراض. ويبقى السؤال الكبير الذي يحير كل فلسطيني حر ويريد معرفة سبب وفاة "عرفات"، إذا كانت كبرى الدول الأوروبية والمتقدمة تخفي في نتائجها التي تخرجها حول وفاة "عرفات"، فمن الذي سيحل اللغز ويصل للقاتل الحقيقي، أم أن حركة فتح ستبقى تحتفل كل عام بذكرى وفاة "عرفات" دون معرفة القاتل.