[color=blue]فلسطين الآن – محمد عنان[/color] يستمر الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائمه المتتالية بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكه للقانون الدولي الإنساني الذي يحرم استهداف المدنيين في كل الظروف. التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة استهدف بشكل واضح المسعفين المدنيين الذين يحاولون بما لديهم من إمكانيات متواضعة انتشال شهداء العدوان الصهيوني ومعالجة مصابيه. ففي تحدٍ صارخ للقانون الدولي الإنساني، استهدف الكيان الصهيوني في مدينة رفح وبشكل مباشر سيارة إسعاف بقذيفة مسمارية أثناء توجهها لإخلاء جريحين أصيبا في غارة صهيونية بالقرب من مطار غزة الدولي، فأصيب اثنين من المسعفين بجراح فيما نجا باقي الطاقم بأعجوبة. وفي حادثة أخرى في مدينة غزة، توجه طاقم من المسعفين لإسعاف المصابين وانتشال جثمان شهيدين ارتقيا في قصف صهيوني لمجموعة من الأطفال في حي الشجاعية بمدينة غزة، فباغتتهم قذيفة مدفعية صهيونية فأصيب المسعف رامي دبابش بجراح ونجا باقي الطاقم من مجزرة صهيونية استهدفت المسعفين المدنيين. وبالتمعن قليلاً في استهداف الصهاينة للمسعفين نستنتج أن الصهاينة يضربون عرض الحائط اتفاقية جنيف وكافة الاتفاقيات الدولية الداعية لحماية حقوق الإنسان أثناء المنازعات، ويعتبر نفسه فوق القانون الدولي ويشجعه على ذلك تجربته السابقة في قتل المدنيين والتبجح بذلك دون أي محاسبة أو ملاحقة قانونية للمجرمين. وفي ذات السياق طالب الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لحماية طواقم الإسعاف وتحريم استهدافها من الكيان الصهيوني. أكد أبو سلمية في تصريح خاص لـ "فلسطين الآن" بأن الاحتلال الصهيوني ما زال يصر على خرق القانون الدولي الإنساني باستهدافه المسعفين في مدينتي رفح وغزة أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في تقديم الواجب الطبي اللازم للمواطنين. وشدد أبو سلمية على أن استهداف الكيان الصهيوني للمسعفين في مدينة رفح بقذيفة مسمارية كاد يودي لولا فضل الله بعدد كبير من الشهداء، داعياً المجتمع الدولي للتدخل ووقف العدوان على المسعفين المدنيين في قطاع غزة. وتابع الناطق باسم لجنة الإسعاف والطوارئ: "على الرغم من أن عمل رجال الإسعاف والطوارئ إنساني بامتياز وينطلق من المبادئ الأساسية لاتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني إلا أن الاحتلال يستهدفهم". وأشار أبو سلمية إلى أن الاحتلال الصهيوني لا يفرق في عدوانه بين مدني ومسعف وإعلامي، ويرتكب مجازر حقيقية في قطاع غزة وينتهك القانون الدولي الإنساني. وأكد أبو سلمية أن رجال الإسعاف والطوارئ مستعدون لإسعاف أي مواطنين يتعرضون للقصف الصهيوني رغم استهدافهم، وناشدهم بإفساح المجال أمام الطواقم الطبية لإنجاز مهامهم الموكلة إليهم دون عوائق. وطالب أبو سلمية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على الاحتلال للسماح بإدخال المستلزمات الطبية للقطاع ورفع الحصار فوراً عن المؤسسات الطبية في قطاع غزة ومحاسبة منتهكي القانون الدولي واتفاقية جنيف. يذكر أن الكيان الصهيوني قتل خلال الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة 16 مسعفًا، وأصاب 58 آخرين، ودمر ما يزيد عن 38 سيارة إسعاف, إضافة إلى إصابة 31 سيارة بشكل جزئي، وتعدت حالات الاعتداء على سيارات الإسعاف 369 حالة. يشار إلى أن البنود 24-26 من وثيقة جنيف الأولى والبند 20 من وثيقة جنيف الرابعة تعطي حصانة كاملة للطواقم الطبية خلال أدائها لمهامها بما فيها الهلال الأحمر والصليب الأحمر، ويعتبر انتهاك تلك المواد جريمة حرب.