هذه المساحات التي بدأت تكتسي بالخضار، وعيون الاحتلال ترقب حركة وعودة الحياة إليها بعد عدوان أحرق الأخضر واليابس، تخفي خلفها معاناة وألم لا يتوقف وجعه بسبب اعتداءات الاحتلال اليومية. المزارعون في المناطق الشرقية لخان يونس جنوب قطاع غزة يتحدثون لـ "فلسطين الآن" عن معاناتهم اليومية، ومكافحتهم في سبيل إنجاح هذا الموسم عقب الخسائر الفادحة التي تلقوها جراء اعتداءات الاحتلال على أراضيهم الزراعية خلال العدوان الأخير على القطاع. المزارع إبراهيم النجار صاحب بيت مدمر في بلدة خزاعة المنكوبة مستأجر لأرض زراعية بمحاذاة الشريط الحدودي اعتاد على زراعتها في هذه الموسم بالقمح والشعير سداً لرمق عائلته الكبيرة، يقول لـ "فلسطين الآن" : "استأجرت كباش على حسابي الخاص لتسوية الأرض جراء عدوان الاحتلال عليها والذي خلف حفراً وتخريباً واسعا في تربة الأرض". النجار أكد أن خسارته لأرضه الزراعية لا يتوقف على خسارة الأشجار والمزروعات، بل يتعداها أيضاً لخسارة التربة الخصبة بسبب تعرضها لعمليات تجريف كبيرة، وإزالة التربة الخصبة، وبالتالي تحتاج لجرعات علاجية لإعادة خصوبة الأرض من جديد. "حتى بعد العدوان لم يتركنا الاحتلال وحالنا وكل ما حل بنا من دمار بل يلاحقنا يومياً بإطلاق النار علينا وعلى جراراتنا الزراعية التي باشرت حرث الأراضي لزراعة هذا الموسم"، هكذا بدا حال المزارع النجار في آخر حديثه لنا. الوجع ذاته موزع على كافة أشكال الحياة الزراعية في البلدة، المزارع يوسف النجار وعضو لجنة الطوارئ بالبلدة قال : "أن ما مساحته 350 دونم من الدفيئات الزراعية "الحمامات" جرفت من قبل الاحتلال، كانت تسد حاجة عشرات العائلات في البلدة باتت بدون عمل أو دخل". النجار أوضح أن كارثة زراعية حلت بالبلدة التي كانت تعتبر أحد أهم سلة غذائية في القطاع، جراء عدوان الاحتلال المتكرر عليها، مشيراً إلى أن لجنة الطوارئ عملت جهدها من أجل مساعدة المزارعين في عودة النشاط الزراعي في البلدة. [title]جهود تبذل[/title] رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك أكد أن البلدية سعت وبالتعاون مع بعض المؤسسات الدولية على تقديم مشاريع خدماتية للمزارعين، من أهمها تسوية الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية لضمان عودة المزارعين لها في أقرب فرصة. أبو روك اشتكى من قلة الإمكانيات التي تعاني منها البلدية وتعيق تقديم خدماتها للمواطنين بشكل يناسب حجم الدمار الذي حل بالبلدة وخاصة المنازل والأراضي الزراعية. من جهتها، تبذل شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية جهوداً كبيرة بذلتها من أجل خدمة المزارعين والتخفيف من معاناتهم.حسب ما يقول رئيس الشبكة أمجد الشوا. وأوضح الشوا أن التواصل مع الجهات الدولية قائم على مدار الساعة من أجل وقف اعتداءات الاحتلال على المزارعين والذين كفلت حقوقهم كافة الشرائع والقوانين الدولية، مؤكداً أن الخطوة الأبرز هي دعم مقومات الصمود لهذا المزارع الذي بدأ يعود لأرضه ويمارس نشاطه الزراعي. ويوماً بعد يوماً يؤكد الاحتلال بعدوانه واعتداءاته على أهالي القطاع عدوانيته لكل مظهر من مظاهر الحياة في القطاع، لكن المواطن الفلسطيني يبرز له كصخرة في وجه كل المخططات التي تحاول إبعاده عن أرضه، ويضع الجميع أمام مسؤولياته لدعم صموده في وجه الاحتلال. [img=112014/view_1416038759.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416038846.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416038865.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416038953.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416038960.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416038968.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416039001.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416039023.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=112014/view_1416039001.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]