أفادت صحيفة هآرتس العبرية اليوم الأحد, أن جنود جيش الاحتلال الذين عملوا على تشغيل منظومة القبة الحديدية خلال العدوان على قطاع غزّة يعانون من الانهيار والصدمة والاضطرابات النفسية. وذكرت الصحيفة نقلاً عن جنود وضباط في جيش الاحتلال ممن عملوا على تشغيل منظومة القبة الحديدية أن حالات عديدة في صفوف الجيش أصيبت باضطراب نفسي شديدة وضغوط هائلة. وقال أحد الضباط الإسرائيليين إنهم عملوا طول العدوان على غزة تحت ضغط نفسي هائل لا يحتمل وتوتر شديد, بينما علق أحد الجنود قائلاً إنه عمل طوال 50 يوماً دون أن ينام بشكل كاف، مضيفاً أن "تفعيل المنظومة ينطوي على اتخاذ قرارات مصيرية بغاية السرعة". وأكد أن "كل أفراد الطاقم وصلوا حد الانهيار لكن لا أحد يتحدث عن الأمر لعدم المس بالمناعة الوطنية". وأضاف الجندي: "مع نهاية الحرب كنت شبه منهار، وبدأت تنتابني الكوابيس في الليل ولم أتمكن من النوم، وأصبت بالارتعاش وبنوبات اضطراب نفسي حادة وبضغط قوي في الصدر وتسارع النبض والاختناق". مضيفاً "لا زالت الكوابيس تنتابني حتى اليوم، ولا زلت غير قادر على رؤية أي مشهد متعلق بالحرب". وأكد عدد من جنود احتياط منطقة المركز والذين كان يفعلون القبة الحديدية إنهم "لم يتعافوا من تلك الظواهر حتى اليوم بسبب الضغوط النفسية التي عانوا منها، حيث يدور الحديث عن حالة تأهب قصوى وشد أعصاب لمدة شهور، دون راحة"، واصفين ظروف خدمتهم بأنها "جنونية". وقالوا إن العمل انقسم ما بين إطلاق القذائف ومراقبة مركز السيطرة والتحكم للمنظومة وهما أمران لم يكونا دائماً متناسقين، وكان يتطلب اتخاذ قرارات سريعة تعني الحياة أو الموت وهكذا كان الوضع طوال الوقت. وختمت هآرتس تقريرها أن العديد ممن عملوا على تفعيل القبة الحديدية عملوا في ظروف لا يمكن تحملها ولا زالوا يعانون من آثار نفسية ووصلت لحد البعض إلى حد الصدمة والانهيار العصبي.