8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
15.18°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة15.18°
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
4.62جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.83يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.62
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.83
دولار أمريكي3.65

أصبح الإعلام سلعة لمن يدفع أكثر..

خبر: مازال الإعلام يتحرى الكذب ليكتب عند الله كذاباً

لطالما ارتبط الإعلام والإعلامي بالحقيقة ، وكثيرا ما سمعنا عن جهود هؤلاء من أجل كشف الحقيقة والتحري عليها ونشرها للناس حتى يكونوا على بينة من أمرهم. وكم كان الإعلامي يتعب ويجهد ويهدد نفسه ويؤدي بها في الكثير من المواقف إلى التهلكة لأجل الحقيقة ولا شيء غيرها حتى سميت مهنته بمهنة المتاعب، وكم سمعنا من صرخات الاستهجان والتنديد والوعيد من أجل سحب صك الحرية والحصانة الأمنية لجنود الحقيقة وترك سبيلهم ، حتى لا يكون للحقيقة ستارٌ يحجبها عن أعين الناس أو مكياج يخفي وجهها الحقيقي. هنا تعلق الناس بالإعلام وأهله ونهلوا من مصادره على اختلاف أنواعها وتفاعلوا معه، همهم الأول والأخير الحقيقة رغم اختلاف أشكالها وألوانها، وكانت الثقة الرابط بينهم وبين أصحابها لكن … ، في بعض المواقف تقف أمام الخداع والتزييف والتلفيق وهي تكتسي ثوب الحقيقة المزين والمعطر بأقلام وأصوات وصور صنعت من أجل ستر الحقيقة وإبعادها عن الأنظار قدر المستطاع، والاجتهاد في قلب الحقائق وتحري أساليب التلفيق من اجل إعدام الحقيقة. هنا خرج الإعلامي عن رسالته النبيلة التي من اجلها منحه الناس شهادة الشرف الإعلامي قبل أن يقدمها له أساتذته والمعاهد التي تخرج منها، فتجده يجتهد ويكد ويجد من أجل غاية قبيحة إما مخيرا يمشي وفق ما يريده هو شخصيا أو مجبرا تحت سطو المادة وأخواتها ، وتجار الحقيقة وربا أموالها ، حتى تجد نفسك تفتح الجريدة لتمطر بأخبار لا أساس لها من الصحة أو جزء من الخبر والحقيقة والكثير من المكياج و التجميل المهم أن لا تصل إلى الحقيقة إلا إذا شمرت عن ساعديك وبحثت عنها لوحدك. وحتى هنا قد لا تسلم بجسدك أو قلمك أمام إرهاب الحقيقة الذي يترصد لها ولأهلها في كل مكان ليعدمها ويرعب أهلها ،حتى أكاد أجزم أنه لا حقيقة في زمن أصبحت وسائل نشر الحقيقة أكثر وأقوى من ذي سبق، فقد أكذب على نفسي وعلى غيري إن قلتُ لكم أن الفرق بين الإعلام الجديد والكلاسيكي هو في النزاهة والشفافية فالعيب ليس في الوسيلة سواء كانت قديمة أم جديدة بل في المستعمل وهنا كلام كبير ومسؤولية كبيرة قد يغفل عنها الكثير من أهلها وحتى نحن في وقت أصبح الإعلام يكتسي طابع شعبيا بعد أن كان فرديا. فتجد بعض الإعلاميين يتحرى فنون الكذب الإعلامي من أجل إيصال خبر كاذب إلى المكذوب عليهم، همه الوحيد هو لا حقيقة إلا اسمها ولا مصداقية إلا لفظها ولا إعلام إلى مصدره أما المادة فقد تحولت إلى مصانع الحقيقة لتقدم لمستهلكيها والباحثين والمتعطشين لها إما مجمدة أو مصبرة، وحتى فاقدة الصلاحية إن هي نقلت كما هي أو كشف مستودعها، لا أعلم هل هو مكتوب علينا أن نعيش مكذوبا علينا حتى من الذين كنا نعتقد أنهم أشراف من أن تطال أخبارهم الكذب والتلفيق و التزييف، أم نحن في زمن البهتان والله المستعان.