انطلق في مدينة نابلس فعاليات "الكوفية الفلسطينية"، ليكون أسبوعاً متحركاً على مدار العام، إذ سيستمر حتى نهاية عام 2015. وتتمثل الفكرة التي يقودها المحاضر في جامعة النجاح الوطنية محمد دويكات في دعوة زملائه المدرسين والطلبة وكافة العاملين في الجامعة من الذكور، لارتداء الكوفية، والحضور بالحطة والعقال إلى الدوام، ودعوة الإناث لارتداء اللباس التراثي القديم. وفي حديث خص به [color=red]"فلسطين الآن" [/color]أوضح دويكات أن أسبوع الكوفية الفلسطينية يهدف بشكل رئيس إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية، حيث يتناقص عدد معتمري الحطة والعقال في المجتمع الفلسطيني بشكلٍ ملحوظ، وكذلك منع تذويب ملامح الشعب الفلسطيني، والحفاظ عليه من التهويد والمسح الثقافي والتاريخي. كذلك رفع درجة الجدية في جيل الشباب، حيث أن ارتداء الحطة والعقال يُملي على صاحبه الهيبة والوقار أكثر. وحث الناس للتغيير بشكل عام في جميع الأمور، وعدم الاكتفاء بالحياة الروتينية. والدعوة للرجوع إلى الصناعات المحلية، وإحياء مشاغل النسيخ والخياطة في الوطن. ويسعى القائمون على الفكرة" لخلق حراك فلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي محلياً وعربياً ودولياً، ورسم نموذج يعكس وحدة الشعب الفلسطيني أينما تواجد، والتأكيد على العبارة الجديدة: "الكبار يموتون والصغار لا ينسون". [title]أساس الفكرة [/title] ويشير المحاضر الجامعي إلى أنه "منذ طفولتي أحب ارتداء حطة أبي وعقاله، وحيث أعمل حالياً مدرساً في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بجامعة النجاح، فقد أصبحت أرتدي الحطة والعقال الفلسطيني في المناسبات الوطنية مثل يوم الأرض". ويضيف "كنتُ في مطلع هذا العام قد نظمتُ رحلة "حطة وعقال" سار خلالها نحو 150 طالباً وطالبة ومدرسون ووزراء وغيرهم باللباس الفلسطيني كاملاً نحو البادية، ترافقهم الخيول، بنوا بيوت الشعر، وتناولوا المناسف، واستمعوا لأهازيج تراثية وطنية، ولحن الربابة ودق المهباش. ومؤخراً، خطر على بال محمد أن يدعو زملائه المدرسين لارتدائها والتقاط صورة فيها، ووجد أن جميعهم تقريباً رحبوا بالفكرة، وأعجبوا بها، وأحبوا أن يروا كيف سيظهرون بالكوفية الفلسطينية وعقالها، وبدأتْ الفكرة تتطور وانضم إليها الطلبة وكثير من الأصدقاء والمؤسسات. [title]ماذا نريد؟[/title] وفي رده على سؤال فيما إذا كان يسعى لأن يجعل الناس يعتمرون الحطة والعقال دائماً!! قال "على المدى القصير لا، لكن على المدى المتوسط والبعيد نطمح أن يزداد عدد المارة في الشارع الفلسطيني من معتمري الحطة والعقال الفلسطيني، أن يزداد عددهم في المساجد، في الأعياد والمناسبات الدينية والرسمية والوطنية، في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والجاهات، وفي فصل الشتاء، نطمح أن يصبح زيّ العريس فلسطينياً أصيلاً بالحطة والعقال، كذلك أزياء كثير من المناسبات والفعاليات". ويطمح صاحب الفكرة إلى استقطاب جيل شبابي يرتدي الكوفية والعقال، وأن تصبح (موضة)، فكما يتم إقناع الشباب والفتيات بارتداء الجينز والطاقية الإفرنجية أو عمل قصة شعر وإيقاف الشعر للأعلى بمساحيق التجميل، لأن الكوفية أحلى. وزاد "هدفنا أن يكون لكل مواطن حطة وعقال خاص به ليستخدمه في المناسبات وفعاليات هذه المبادرة وغيرها على مدار العام، وأن يكون لكل فتاة زيّها الفلسطيني الأصيل للغرض نفسه أيضاً". وقال في هذا الموسم، سنشعر بالرضى إذا تمكننا جعل مجموعة من أساتذة وطلبة جامعة النجاح يكملون فصل الشتاء بالحطة والعقال الفلسطيني، وأن ينعموا بدفء خيوطها التي تنسج قصة وطن". [title]نصائح مفيدة[/title] وقدم دويكات ما وصفه بـ"نصائح مفيدة"، لمن يود الاشتراك بالحملة. قائلا "اكسر الحاجز الذي يمنعك من الخروج من المنزل بلباسك الأصيل، تعامل مع نظرات الغير واندهاشهم وردود فعلهم وتعليقاتهم أو حتى ضحكاتهم إن وجدت بإيجابية وهدوء.. وتذكر أن ما تقوم به ليساً عيباً وليس حراماً، بل له هدفٌ سامٍ، لكنه أمر غريب غير تقليدي وملفت للنظر". ونبه إلى "أنك ستشعر في البداية بانزعاج من الحطة، وبحاجتك لمرآة باستمرار، لكن إن استمريت فستشعر في اليوم التالي أنها أصبحت جزءاً منك واعتدت عليها". ونصح كل من يحرص على التغير أن يكون "هادئاً، وقوراً خلال الحدث أو خارجه وأنت لابس الحطة أو الثوب، فلا تضحك بقهقهة، ولا تلتقط لنفسك صوراً بهيئات قد تقلل من شأن الحدث، حافظ على هيبتك وهيبة ما ترتديه وكن على قدر المسؤولية من فضلك".