أجمع محللان سياسيان فلسطينيان على أن قرار المحكمة الأوربية بشطب اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من على لائحة المنظمات "الإرهابية" خطوة جيدة في طريق فتح آفاق سياسية جديدة وسيساهم في تحسن العلاقات الخارجية. وقضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان صباح أمس الأربعاء، بشطب اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من على لائحة المنظمات "الإرهابية". وجاء قرار المحكمة بناء على قضية رفعتها حماس عبر مؤسسات أوروبية متضامنة مع الشعب الفلسطيني عام 2010، تقدح بقانونية الإجراءات التي اتبعها الاتحاد لإدراج الحركة على قائمة "الإرهاب". [title]انفتاح آفاق سياسية جديدة[/title] أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح "عبد الستار قاسم" اعتبر في حديث لوكالة[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن مثل هذا القرار سيجعل موقف حماس في الساحة العربية قوي جداً, كما أنه سيؤثر على تحركها في الساحة الدولية والعمل في الساحة الأوربية والأمريكية, متعجباً من الذين يصفون جماعة الإخوان بالإرهابية دون أدلة وبراهين. بينما علق الكاتب عماد زقوت بالقول أن عام 2015 سيشهد تقدماً في العلاقات الخارجية لدى حركة حماس مع إيران و الدول الأوروبية وربما ينسحب على دول أخرى و هذا يعتبر نجاح سياسي كبير للحركة سيكون له الوقع الإيجابي على القضية الفلسطينية. بينما يرى الكاتب والمحلل السياسي "مأمون أبو عامر" في حديثه لوكالة[color=red] "فلسطين الآن"[/color] أن هذا القرار سيعطي فرصة أكبر للساسة الأوربيين للحوار مع حماس خاصة أن قرار حظرها كان يحد كثيراً من قدرة تعاطيهم مع قادة حماس, كما سيساهم في تفهم الأوربيين لموقف حماس السياسي, ورفع القيود التي تفرض على الحركة أمام المجتمع الدولي وتعزيز مكانتها في العالم . وتعجب قاسم من بعض العرب الذين يفكرون في حظرها قائلاً" فهل يخجل العرب على أنفسهم بالتأكيد لا لأنها صنيعة استعمارية وهي تخدم الاستعمار ولا تخدم شعوبها ولا يريدون للمقاومة أن تنتصر لأنها إذا انتصرت المقاومة تنتصر الشعوب وإذا انتصرت الشعوب سقطت الأنظمة ولهذا هم يخشون المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين فيعملون كل ما بوسعهم من أجل القضاء على المقاومة ". [title]الاستغلال الأمثل للقرار[/title] من جانبه, رأى أبو عامر أنه يجب على حماس أن تستغل هذا القرار استغلالاَ أمثل وأن يكون هناك خطاباً سياسياً ناضجاً تجاه التعاطي مع المجتمع الدولي من جهة, وكذلك من خلال استراتيجيتها العسكرية وهذا كان واضحاً خلال معركة العصف المأكول أن المقاومة أثبتت أنها أخلاقية بدرجة عالية, وأن جيش الاحتلال هو الذي أثبت الهمجية من خلال استهداف المدنيين. بينما يرى الأستاذ والمحلل عبد الستار قاسم أن المطلوب من حماس أن تنشط في الساحة الأوروبية والساحة العربية لدى جمهور الناس والمثقفين والكتاب والأدباء وأن يعملوا على تغيير الرأي العام العربي والأوروبي حول حماس من خلال برنامج جديد حول القضية الفلسطينية وخاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين بعد تجاهلها من قبل السلطة, مضيفاً "نحن لسنا بحاجة إلى دولة بدون شعب ". [title]صفعة للاحتلال [/title] من جهته, أكد النائب "اسماعيل الأشقر" نائب رئيس كتلة التغيير والاصلاح البرلمانية بأن قرار محكمة العدل الأوروبية بشطب حركة حماس من قائمة المنظمات الارهابية صفعة قوية للاحتلال الإسرائيلي وتصحيح لظلم وقع على القضية الفلسطينية وعلى وحركة حماس والشعب الفلسطيني. ودعا النائب الأشقر الدول الأوروبية لاستكمال خطواتها ومحاصرة "إسرائيل" وإدانتها كدولة ارهابية مارقة أمعنت في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، موضحاً بأن الاحتلال الإسرائيلي عاثوا في الأرض فساداً وارتكبوا جرائم حرب ضد الانسانية والبشرية كانت واضحة في الحروب الثلاثة على غزة الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول". وأضاف "نحن معنيون بفتح علاقات جيدة مع أوروبا وكل دول العالم باستثناء من يحتل أرضنا ومقدستنا".