أصبح الحديث عن المصالحة القطرية – المصرية المفاجئة حديث الشارع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، لا سيما حول مدى تأثير تلك المصالحة على حركة حماس تحديداً التي انتقل الكثير من قياداتها السياسية للعيش في تلك الدولة عقب خروجهم من سوريا. فالمصالحة التي تحمل بين طياتها مصالح مشتركة بين البلدين، والتي بالتأكيد سيكون تيار الإسلام السياسي الخاسر الأبرز منها، ترجمت بنودها التي لم يكشف عنها بشكل رسمي على أرض الواقع، فقناة الجزيرة مباشر مصر أغلقت على الفور، فيما أصبح ينادى "عبد الفتاح السيسي" بالرئيس المصري بدل قائد الانقلاب على قناة الجزيرة الإخبارية. محللون سياسيون على الساحة الفلسطينية أجمعوا على أن حركة حماس سيكون لها نصيب من دفع فاتورة المصالحة القطرية – المصرية، وإن ليس بالشكل الكبير الذي يتوقعه البعض، إلا أن الدعم الذي حظيت به الحركة بعد خروجها من سوريا سيتقلص بشكل كبير. [title]دعم الحركة [/title] أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة "هاني البسوس" توقع ألا تحظى حركة حماس بنفس المساحة التي كانت ممنوحة لها ميدانياً وسياسياً وإعلامياً ومالياً، فالإعلام القطري على سبيل المثال شهد تحولاً بما تتطلبه تلك المصالحة. وبين البسوس في حديث لوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] الإخبارية صباح اليوم الثلاثاء، أن حركة حماس بخلفيتها الأيديولوجية سيطالها جانب من فاتورة تلك المصالحة، ما يتطلب منها أن تكن أكثر براغماتية لمحاولة مسايرة الأحداث والتحولات التي تشهدها المنطقة. [title]خطوات جرئية [/title] ولفت إلى أن السياسة تقوم على قاعدة "لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة"، وهذا يحتم على حركة حماس أن تقوم بخطوات أكثر جرأة في التعامل مع المتغيرات، وفتح قنوات اتصال مع كافة الأطراف بما فيها مصر، التي تبقى هي البوابة الأهم لقطاع غزة إلى العالم. هذا وكانت السلطات المصرية قد فتحت معبر رفح بشكل مفاجئ قبل يومين وفي كلا الاتجاهين، لسفر وعودة المسافرين من وإلى قطاع غزة، وذلك بعد اغلاق استمر لشهرين تقريباً، في خطوة أرجعها البعض للمصالحة القطرية – المصرية. [title]تأثير محدود [/title] من جانبه، توافق المحلل السياسي "أكرم عطالله" مع سابقه في أن حركة حماس ستتأثر بتلك المصالحة، وما تأثرت به جماعة الاخوان المسلمين بشكل عام، إلا أن ذلك التأثير سيبقى في إطار محدود لخصوصية الحركة التي هي حركة تحرر وطني. وأشار عطالله في حديث لوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] الإخبارية صباح اليوم، إلى أن قطر لم تقدم للحركة الدعم الذي يتصوره البعض بأنه كبير وسيخرجها من أزمتها المالية على الأقل، موضحاً أن غالبية الأموال التي دفعتها قطر جاءت إلى مشاريع في قطاع غزة. ونوه إلى أن حركة حماس شعرت بحالة انكشاف الظهر بعد توتر العلاقة بينها وبين إيران عقب خروجها من سوريا، حيث كانت إيران تمد الحركة بالمال والسلاح أكثر من أي طرف تعامل مع الحركة، مشيراً إلى أن التوجه السائد في مؤسسات حماس هو ضرورة العودة إلى إيران. [title]نسج علاقات جديدة [/title] وطالب عطالله حركة حماس أن تسعى وبشكل سريع لمحاولة الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها في علاقاتها مع حلفائها وبعض الدول العربية، وأن تبحث عن القواسم المشتركة في الساحة الفلسطينية، بدل البحث عن حلول ترقيعية مع قطر وتركيا أو حتى مع دول أخرى. وفي النهاية يجمع الكثيرين بما فيهم حركة حماس أنها في وضع غير مستقر في علاقاتها مع بعض الدول العربية والإسلامية نتيجة لمواقفها التي هي في الأساس تهدف منها عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والنأي بنفسها وبالقضية الفلسطينية عن أي تحالفات وتجاذبات في المنطقة. وتسعى الحركة من خلال إعادة تقوية علاقاتها مع إيران بشكل أساس إلى محاولة إعادة صياغة علاقاتها مع تلك الدول في ظل المتغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة العربية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.