قال موقع طقس فلسطين إنه رغم أنّ معظم النماذج العددية الهامّة لا زالت تشير إلى ظروف مهيأة ومناسبة للثلوج على المرتفعات الجبلية في منخفض "عيبال" خصوصاً يوم الأربعاء القادم بمشيئة الله، إلا أن طبيعة هذه النزولات القطبية لا يمكن التوقع الدقيق بمسارها الحقيقي إلا قبل اقترابها بيومين، وهذا ما حدث في منخفض 18/2/2008، حيث كانت التوقعات تشير إلى هطولات قوية للثلوج وعلى ارتفاعات جيدة ، لكن على أرض الواقع حدث أمر آخر ولم تهطل الثلوج سوى على المرتفعات العالية ، وبدل أن يتراكم في القدس 50 سم ، تراكم على أرض الواقع 5 الى 10 سم فقط . وفي عاصفة "يالو" الثلجية الماضية ، لم تكن معظم النماذج العددية تشير الى هذه الكمية الضخمة من الهطولات والسماكات الثلجية ، فأكثرها تفاؤلاً كان يتوقع نصف السماكات الثلجية التي حدثت، وفي أرض الواقع تطورت العاصفة في البحر وتواصل الهطول الثلجي لساعات طويلة جداً في حدث نادر ، وتجاوزت 120 سم في العديد من المناطق خصوصاً في قمم نابلس والخليل وبعض مناطق رام الله . هذه النزولات القطبية كما قلنا تحتاج الى متابعة دورية مستمرة منذ بدء ظهورها على الخرائط وحتى قبل دخولها الفعلي بساعات ، فالتطورات المفاجئة واردة فيها سواء أكانت ايجابية أم سلبية ، وعلى كل حال فإن النزول القطبي المتوقع بعد منتصف الأسبوع القادم سيأخذ عدة سيناريوهات محتملة لا نستبعد أيّا منها . [color=blue]السيناريو الأول ( 45 % ) [/color]: يتجّه النزول القطبي صوب جنوب غرب تركيا وبحر إيجة ومن ثم يتجه صوب البلاد ، ويكون محور البرودة متجهاً صوب جنوب غرب تركيا بالدرجة الأولى ، وتتأثر فلسطين بأطراف هذه البرودة ، أي بشكل غير مباشر ، مما يضعف تأثير الرياح القطبية ، وعندما يتجه المحور القطبي صوب اليابسة الفلسطينية فإنه يفقد جزءاً من برودته القطبية ، مع استمرار الهواء قطبياً لكنه ليس بدرجة قطبية المحور الرئيسي ، وفي هذه الحالة تهطل الثلوج على المرتفعات العالية وبعض المرتفعات الوسطى وليس جميعها . [color=blue]السيناريو الثاني ( 25% ) :[/color] لا يختلف عن السيناريو الأول ، ولكن مع ضعف أكثر في البرودة ، بحيث يقتصر الهطول الثلجي فوق المرتفعات العالية فقط. [color=blue]السيناريو الثالث ( 15% ) :[/color] يفقد النزول البارد لقطبيته بشكل كبير ويبتعد تأثيره عن البلاد بشكل مباشر ، ويتشكل منخفض جوي شمال السواحل المصرية ، مع تشتت للبرودة بسبب موقع مركز المنخفض ، بحيث يكون تأثير الهواء القطبي محدوداً وتتساقط زخات ثلجية فقط في الجبال العالية وتكون الحالة سريعة. [color=blue]السيناريو الرابع ( 15% ) :[/color] يؤثر محور النزول القطبي بشكل مباشر على البلاد مما يؤدي الى حدوث عاصفة ثلجية تؤثر على مناطق واسعة من البلاد وأجواء شديدة البرودة . ومن المهم معرفة أن زاوية النزول لها دور كبير في رفع أو خفض احتمالية تساقط الثلوج ، حيث إن النزول المباشر من الشمال هو أفضل خيار لمشاهدة الثلوج على نطاق واسع ، أما إذا تأثرنا بالنزول عن طريق البحر فستقل قطبية هذه الكتلة وبالتالي حصر نطاق تساقط الثلوج على مناطق أقل . ومن المهم أيضاً معرفة مكان تمركز المنخفض الجوي الذي ينشأ نتيجة تدفق الرياح القطبية ، فالتمركز وحركة الغيوم لها الدور الكبير في تحديد أي المناطق التي ستحظى بأكبر السماكات الثلجية ، ففي عاصفة يالو الثلجية ، تشكل المنخفض الجوي قبالة سواحل لبنان وفلسطين مع رياح جنوبية غربية الى غربية أدت الى سماكات هائلة من الثلوج في نابلس وجوارها ، ولولا عاصفة عربين التي سبقت يالو بيومين لما تراكم في الخليل نصف ما تراكم في نابلس ، حيث حظيت الخليل بتساقطات ثلجية كبيرة في عاصفة عربين على خلاف نابلس التي حظيت بالتساقطات الثلجية الهائلة في عاصفة يالو بسبب تمركز المنخفض الجوي . ومن الأمثلة البارزة على أهمية تمركز المنخفض ، فإن بعض مناطق جنوب شرق القدس وبيت لحم حرمت من الهطولات الثلجية بشكل كبير في عاصفة يالو الثلجية بسبب تمركز المنخفض الجوي رغم أن البرودة كانت مناسبة لتراكم الثلوج . كل هذه الأمور وغيرها تعتبر عناصر هامة جداً في تحديد مزايا العاصفة ، وحتى الآن لا يمكن الجزم بها مطلقاً ، إذ نحتاج الانتظار حتى الأحد وربما الاثنين لمعرفتها بالدقة اللازمة ، وبالتالي نحتاج المزيد من الوقت للتأكد من النقاط المذكورة .