سبع سنوات على مقاعد الدراسة، لم تكف الطالب في كلية الاقتصاد بجامعة النجاح بنابلس فوزي بشكار، -عضو مجلس اتحاد الطلبة-، ليتخرج من الجامعة كما بقية زملائه، الذين ينهون حياتهم الجامعية بعد اربع سنوات فقط. إذ حالت الاعتقالات المتكررة التي تعرض لها من قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية، ومعها الاستدعاءات المتلاحقة، بينه وبين تحقيق حلمه في التخرج من الجامعة والبدء بالحياة العملية. فبين أصفاد جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة، وزنازين جهاز الأمن الوقائي، وسيارات نقل مصلحة سجون الاحتلال، ارتسمت ملامح الحياة الجامعية لدى الطالب بشكار، فكانت البديل الصعب له عن المحاضرات والكتب ومقاعد الدراسة التي يعيشها غيره من الطلبة. ومثّلت حالة الطالب بشكار، -ابن الكتلة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس-، نموذجًا لعرقلة الأجهزة الأمنية لحياة الطلبة الجامعيين، حيث كان آخر تلك الاعتقالات يوم الثلاثاء (23-12)، بعدما اقتحمت منزل عائلته في مدينة نابلس منتصف الليل، وخربت كافة ممتلكاته وعبثت بها، واعتقلت فوزي وصادرت حاسوبه الشخصي. [title]التهمة واحدة[/title] عائلة بشكار، قالت إن نجلها اعتقل في بداية التحاقه بجامعة النجاح الوطنية لدى الأجهزة الأمنية وأفرج عنه بعدها، ليتم اعتقاله لدى قوات الاحتلال، ويتم التحقيق معه على التهمة ذاتها لدى أجهزة السلطة، فصدر بحقه حكم بالسجن 3 سنوات قضاها كاملة داخل سجون الاحتلال. وتشير عائلة الطالب بشكار، إلى أن الأجهزة الأمنية عمدت عقب انتهاء حكم نجلها لدى الاحتلال والإفراج عنه، إلى استجوابه الدائم لدى مقراتها، فيما اعتقلته 4 مرات على فترات متفاوتة. وأفادت عائلة بشكار إلى أن ضباط الأجهزة الأمنية الذين كان نجلها يواجههم في التحقيق، كانوا على الدوام يصارحونه بأنهم ينوون تخريب حياته الجامعية، وأنهم يسعون إلى منعه من التخرج عبر الاعتقالات والاستدعاءات المتكررة وعند نهاية كل فصل جامعي، ما يؤدي إلى انتهاء الامتحانات النهائية وعدم تمكنه من تقديمها وإنهاء الفصل. وذكرت العائلة أن الأجهزة الأمنية كانت تختلق ذرائع قانونية وهمية لتبرير اعتقال نجلها، حيث قالت إن أشهر تلك التهم كانت "إثارة النعرات الطائفية". [title]أملٌ بالتخرج[/title] وتقول عائلة الطالب بشكار، إن أملها على الدوام كان برؤيته متخرجًا بين صفوف زملائه الخريجين، حيث تأخر عن التخرج 3 سنوات وذلك بسبب الاعتقالات المتكررة. وهي اليوم لا تملك معلومات عن حالة نجلها المعتقل في سجن أريحا المركزي، حيث لا أخبار تصلهم عنه، مشيرة إلى أن أجهزة السلطة لم توجه تهمة واضحة له تبيح لها من خلالها مواصلة اعتقاله في سجونها.