حملت بداية العام الجديد الكثير من الآلام والأحزان لسكان قطاع غزة، فبعد يوم واحد من إعدام عناصر الجيش المصري للطفل "زكي الهوبي" بدم بارد مساء الجمعة، حمل مساء أمس السبت خبر فاجعة جديدة عن طفلين من عائلة واحدة قضيا "حرقًا"، وفارقت أرواحهم البريئة أجسامهم الغضّة إلى السماء تشتكي إلى الله ظلم الظالمين الذين حاصروا غزة وأهلها. الطفلان عمر وخالد الهبيل، توفيا مساء أمس بسبب حريق هائل التهم منزلهما بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة مساء أمس، أشعلته شمعة استخدمتها العائلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. [title]الخزانة كانت أملًا للنجاة[/title] العائلة روت لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" تفاصيل الفاجعة المؤلمة، وجاء فيها أن الطفلين عمر وخالد كانا يلعبان في غرفتهما لحظة اشتعال النيران في المنزل، فركضوا بسرعة نحو "الخزانة" بكل براءة على أمل الاختباء فيها والهروب من وحش اللهب القادم ليخطف أرواحهم البريئة. بدأت النار تدق في أبواب "الخزانة" التي اختبئا بداخلها، وارتفعت الحرارة وازداد وهج النيران، فما كان من الطفلين إلا أن احتضنا بعضهما خوفًا وتوفيا معًا، وكأنهما تعاهدا أن يغادرا هذه الدنيا سوية ليكملا لعبتهما في جنان الرحمن حيث لا خوف ولا ظلم. هكذا حولت آلام وعذابات الحصار حياة الأطفال في غزة، فأقرانهم من الأطفال في كل بلاد العالم لا زالوا يحتفلون بـ"الشموع" والألعاب النارية بمطلع العام الجديد ويكتبون أحلامهم وأمنياتهم ليحققوها، أما أطفال غزة فإن أحلامهم وأمنياتهم بل حتى حياتهم توأد بفعل "شمعة". [title]محاولات إنقاذ[/title] الأم المكلومة تروي لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" كيف أن المحاولات التي بذلها والدهما في إنقاذهما لم تفلح بسبب قوة النيران، التي أفقدته الوعي ونالت منه فأصابته. الأم التي لم تتمالك نفسها في الحديث معنا من دموعها أكملت عنها جدة الأبناء برسالة غضب توجهها لكل المسؤولين وعلى رأسهم رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزراء حكومة التوافق رامي الحمدلله أن "دماء أطفالنا في رقابكم إلى يوم الدين". وكانت وزارة الصحة بغزة، أعلنت عن وفاة الطفل "عمر محمد الهبيل" (5 أعوام) وابن عمه الطفل "خالد الهبيل" (7 أعوام) قد توفيا جراء حريق، فيما أصيب المواطن "محمد خالد الهبيل" (45 عامًا) بحروق خطيرة. ويعاني قطاع غزة من أزمة انقطاع التيار الكهربائي بعد توقف عمل محطة التوليد الوحيدة بالقطاع بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، كما يضرب البلاد منخفض جوي بارد دفع المواطنين للجوء إلى الوسائل البدائية ومن بينها "الشمع" للإنارة وغيرها للتدفئة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.