انهمرت الأمطار واشتدت الرياح وكأنها تطارد الناس فغدت شوارعهم شبه خالية, يبحث كل منهم عن دفئه, إلا أنها كانت أشد قساوة في أجساد هدمت بيوتها ولم يعد مأواها الجديد عطوفاً كما كان سابقه أمام موجة المنخفض والبرد القارص. خيمة بجوارها شبه منزلٍ شيدت أعمدته وأطرافه من أخشاب أحاطها النايلون, وعلت فوقها ألواح "الزينكو" التي لم تخلو من خروقات ممراً لسقوط المياه داخله, هكذا بدا ذلك البيت شرق رفح. تقرير أعده مراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] يسلط الضوء على معاناة عائلة عرفات شرق رفح جنوب القطاع في ظل المنخفض الجوي والبرد القارص وتأخر الإعمار في قطاع غزة بعد أن دمّر الاحتلال منزلهم خلال الحرب الأخيرة على القطاع. [title]بيتٌ وبيت[/title] المواطن أمين عرفات الذي يقطن قرب منطقة "أبو الروس" شرق رفح كان بيته من أوائل المنازل التي جعلها الاحتلال الإسرائيلي ركاماً يوم الجمعة "الأسود" الأول من أغسطس الماضي في تلك المنطقة. خلال حديث عرفات لـ[color=red]"فلسطين الآن" [/color]قال:" انهدم بيتي أول بيت في هذه المنطقة وجعله الاحتلال ركاماً", مضيفاً: "لم أفرح عليه كان جاهزاً من كل شيء, وأنا أعتز أني قدمت هذا البيت في الحرب وهذا أمر الله". كان يعتقد عرفات أن بيته البالغ مساحته 160م ضيقاً وهو يعيل سبعة أفراد, ليسكن الآن في شبه بيت كما وصفه بـ "الكشك" لم تتجاوز مساحته 40م, ساعدته حركة المقاومة الإسلامية حماس ببنائه كما أفاد. وأوضح أنه مكث في مراكز الإيواء قرابة 25 يوماً, مشيراً أن ما دفعه لبناء الـ "كشك" كما يصف هو إيواء أبنائه في ظل غلاء الأجار وهموم مصروفات البيت وعدم وجود أي مصدر دخل. [title]معاناة الشتاء[/title] "نحن مستورون بالنايلون, وكيف سيقينا في برد كهذا والمياه تتساقط علينا من السقف؟", بهذه الكلمات تساءل المواطن عرفات. أشعل النار وتجمع حوله أطفاله عساها تدفئ أجسادهم, مشيراً أنه "يقضي الليل والنهار يجمع الحطب لتدفئة أطفاله", معتبراً أن "البرد شديد وأحياناً لا يجدي شيء من آلام قرصه". وطالب المواطن كل المؤسسات سواء الدولية والمحلية بتقديم المساعدة له ولجميع أصحاب البيوت المدمرة , كما وطالب حكومة التوافق بالإسراع في إعادة الإعمار. كما ودعا رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله بالتوجه إلى قطاع غزة ويعاني ولو ليوم واحد كما يعاني أصحاب البيوت المدمرة في البرد القارص, وصرخ خلال مطالبته قائلاً: "أقسم بالله ما بنام ساعتين على بعضها من كثر السقعة". بحركات الانكماش والشعور بالبرد عبر عرفات عن معاناته وأفراد عائلته وكأنها تقول: " زملوني, دفئوني, من شتاء أنقذوني, بُحّ صوتي, أينكم لا تسمعوني؟, هل جهلتم أم بخلتم أم عميتم أن تروني؟؟". [img=012015/view_1420792504.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012015/view_1420792475.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012015/view_1420792494.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012015/view_1420792512.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012015/view_1420792519.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012015/view_1420792525.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012015/view_1420792537.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]