اعتبر الدكتور حسن خاطر الخبير في شؤون القدس أن ما كشف عنه رئيس كتلة التجمع البرلمانية النائب جمال زحالقة بخصوص حجم مخططات البناء الموجودة لدى بلدية الاحتلال يشكل كارثة حقيقية على الوجود العربي في القدس واعلان حرب على المدينة تهدد هويتها الحضارية والدينية في الحاضر والمستقبل . وكان النائب زحالقة قد كشف النقاب عن معطيات خاصة ببلدية القدس تبين وجود مخططات لبناء 61 ألف وحدة سكنية في القدس عموما ، منها 52 الفا في القدس الشرقية ، أي ان اكثر من 85% من البناء الاستيطاني هو في الجزء المحتل عام 1967م ، وقد أكد أن المصادقة النهائية تمت على 23 الف وحدة استيطانية ، أكثر من 20 الف منها في القدس الشرقية . وبين الدكتور حسن خاطر ان كل ما هو موجود اليوم من مباني عربية في القدس لا يتجاوز 60 الف مسكن ، 25% منها مهدد بالهدم ، وهذا يعني ان سلطات الاحتلال تسعى لبناء ما يوازي عدد جميع المباني العربية الموجودة اليوم في القدس ، وهذا يضاف الى ما تم بناؤه في القدس بشقيها منذ الاعوام 1948م و 1967م وهو ما يقدر باكثر من 130 الف وحدة استيطانية !!! وحذر الدكتور خاطر من ان سلطات الاحتلال مستمرة في تكثيف الوجود اليهودي في المدينة باعداد هائلة على مستوى البنيان والانسان ، الامر الذي بات يهدد السكان المقدسيين بالاضمحلال والاندثار ، وقال : انا ارى ان سلطات الاحتلال تريد في المحصلة النهائية ان تضع (60الف وحدة استيطانية على أنقاض 60 الف بيت عربي في المدينة) وقال ان هذا الجنون الذي تكشفه هذه المخططات يعكس حالة من الانتقام الهستيري من الشعب الفلسطيني ومن المدينة المقدسة بسبب النجاحات التي حققها الفلسطينيون مؤخرا على مستوى المصالحة الداخلية وعلى مستوى المجتمع الدولي ، وبين ان ما قامت به سلطات الاحتلال في حق عدد كبير من ضواحي القدس مثل ابو ديس والعيزرية والرام والضاحية واخيرا شعفاط ...وغيرها يكمل الصورة ويؤكد سياسة التطهير العرقي والديمغرافي التي تمارسها في حق القدس واهلها ، وهي مستمرة في سياسة الاحلال والاستبدال الى ان تصل - ان استطاعت - الى استبدال ضواحينا ومواطنينا بضواحي جديدة ومباني غريبة وسكان مستوردين !! واكد الدكتور خاطر ان بلدية الاحتلال اعلنت عن ميزانيتها للعام القادم 2012م والمقدرة بمليار وربع المليار من الدولارات ، بزيادة تقدر بثمانين مليون دولار ستذهب باتجاه تعزيز مشاريع التهويد ، وقال : ان هذه المخططات وهذه الميزانيات الرسمية التي يوازيها في العادة ميزانيات مشابهة من الشخصيات والمنظمات والجمعيات غير الرسمية تشكل تهديدا حقيقيا للمدينة المقدسة على كل المستويات الديمغرافية والعمرانية والدينية والثقافية ، الامر الذي يجعلنا نتوجه الى امتنا مرة اخرى لتشارك في معركة القدس والمقدسات ولتعمل على تعزيز صمود المقدسيين بكل الوسائل والسبل قبل فوات الاوان، مؤكدا ان ما يتم الكشف عنه واعلانه اليوم ليس من الخيال بل من ادراج بلدية الاحتلال وقد تعودنا ان لا تكون المسافة بعيدة بين ما يخرج من هذه الادراج والواقع .