"احنا شو ذنبنا تدمرت بيوتنا والمطرغرقنا .. مغلوبين على أمرنا بس محدش سائل علينا. يفرجها ربنا وما حينسانا". بهذه الكلمات وصف الحاج "فرحان أبو عيسى" المعاناة التي جددها عليه المنخفض الجوي "هدى"، وما آل إليه حال أسرته والكشك الذي يأويهم بعد أن غرق بمياه الأمطار. الحاج "أبو زهير" هو أحد سكان عزبة "أبو عيسى" شرق منطقة "جحر الديك" وسط قطاع غزة والتي مسحها الاحتلال عن بكرة أبيها خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، ليعود ويقطن في بيت من ألواح الصفيح "الزينكو" برفقة زوجته وطفلتيه اللتان لم تقوى أجسادهن الغضّة على تحمل البرد القارس. وكان الاحتلال دمر منزل الحاج "أبو زهير" المكون من ثلاثة طوابق بمساحة 300 متر خلال العدوان الأخير، ما أدى لنزوج أربعة من أبناءه إلى بيوت الإيجار بمخيم النصيرات، وبقي هو وزوجته وطفلتلاه الصغيرتان يسكنان بين ألواح "الزينكو". وبينما يطل السبعيني من داخل بيته المتهالك ينادي بصوت عالِ على مراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" "تعال شوف بعينك"، ويشير بيديه إلى الملابس والفراش المبلل ويسرد فصول المأساة. ويقول: "كنا نايمين بنص الليل وفجأة مياه الأمطار دخلت من تحتنا وجرفتنا وغرقتنا وسط البرد .. صحينا وما قدرنا نسوي حاجة والصغار بيبكوا وحملناهم على أكتافنا.. لسه مبارح مرضوا من البرد وأخذتهن بالعربة على العيادة". ويضيف "جمعت الرمل والطينة أكوام بحدود الكشك وحاولت قدر الأمكان منع السيول من جرف المطبخ وباقي الأغراض (...) وسط شدة الأمطار سقط خص الدواب على النعجتين وأنقذتهن قبل أن يموتن، بيضلن روح مثلنا وربيتهن مثل ما ربيت أولادي وهما صغار". وذكر أن الاحتلال قتل له 50 رأساً من الغنم وجرف 25 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون و 3 آبار مياه ري على السلك الفاصل مما أفقده قوت أسرته التي أصبحت تعتاش على المساعدات والطرود الغذائية، كما يروي. ويبين أبو زهير أن سكان العزبة رغم الأضرار الكبيرة التي أصابتهم لم يقصروا في بعضهم البعض ونظروا في حال المحتاج منهم وتقاسموا ما لديهم من فراش وأغطية ونايلون. ويعيش أهالي منطقة جحر الديك معاناة كبيرة بفعل المنخفض الجوي، سيّما بعد تدمير الاحتلال مئات المنازل بشكل كامل، ما أجبر أهلها على العيش في كرفانات مؤقتة وأكشاك لحين إعمار بيوتهم. ويهمس المواطن أبو عيسي بنداء في آذان الحكومة وأصحاب الضمائر الحية بأن ينظروا إليه بعين الرحمة ويمدوا له يد المساعدة ويوفروا حياة كريمة تحفظ أسرته. ويبقى حاله كحال المئات من الأسر في قطاع غزة التي لم تكد تلملم جراحها بعد العدوان الأخير حتى جاء المنخفض الجوي وبرد الشتاء القارس ليصفعهم مرة أخرى. [title][url=http://paltimes.net/gallery/showalbum/80444]اضغط هنا لمشاهدة ألبوم الصور[/url][/title]