أمور سطحية، سوف تهم الناس إلى الأبد، وسيعطونها اهتمام كبير، ويكبرون العدسة عليها، وينسون الصورة الكبرى. سطحية، لأن تأثيرها على عملنا في هذه الدنيا غير كبير، ومع ذلك لا يفكر الناس إلا في حدودها، ويركزون عليها. هذه الأمور هي: العمر، والجنس، والبلد، والعرق. النكت التي تتحدث عن هذه المواضيع دائمًا تلقى الكثير من الضحك، مثل النكت التي تسخر من تصرفات أشخاص من دولة معينة، ونكت الفروق بين الرجال والنساء، ونكت كبار السن. ضحكنا على هذه النكت يأتي من تفكير كثير واهتمام مركز على هذه الأمور (ولا أقصد أن الضحك عليها سيء، هذا ليس ما أقصده). كل هذه الأمور بيد الله، هو الذي يختارها لنا، وليس لنا تحكم بها، وهذا جيد جدًا، فلو كان بإمكان الإنس اختيار عرقهم وجنسهم وأعمارهم وتغييرها في أي وقت يشاؤون، لقضوا الحياة في تغيير اختيارهم كلما تغيرت أرائهم، ومعاييرهم للجيد والسيئ، ولن يفعلوا شيء يذكر بعمرهم. لو اخترنا عرقنا مثلًا، سوف يتغير رأينا (وهو كثيرًا ما يتغير) على مر حياتنا بتغير اعتقاداتنا لما هو جميل ولما هو جيد، ولما يقدم لنا فرص أكبر في الحياة. وكذلك لو اخترنا جنسنا، سنغيره كلما تغير رأينا، فلو اعتقدنا مرة أن حياة الإناث أفضل، سنكون كذلك، ولو اعتقدنا أن حياة الذكور أفضل، سنغير ونكون ذكور… وسنقضي الحياة في تغيير جنسنا، وعرقنا، وأعمارنا، وسينتهي العمر، ونحن لم نفعل شيء ولم ننجز أعمال؛ لأننا ركزنا على “أمور سطحية”. ليس هناك عمر أفضل من عمر، ولا جنس أفضل من جنس، ولا عرق أفضل من عرق، فقط المجتمعات التي نعيش فيها هي التي كونت لدينا اعتقادات بعكس ذلك، وجعلتنا نتوارث هذه الاعتقادات حتى أثرت على أسلوب عيش حياتنا اليومية (الذي يمكن تغييره)، وتسببت في تكون صعوبات أكثر لنا (وبما أني ذكرت الدول والبلدان، علي القول أنه لو كان وضع البلد الاقتصادي أو الأخلاقي سيئ… يمكننا المغادرة وإيجاد طريقة لتحقيق ذلك، أرض الله واسعة). [title]الرسالة[/title] قد نعتقد أن عمرنا، وجنسنا، وعرقنا، والبلد التي ولدنا فيها، أمور تعيقنا عن تحقيق ما تصبو إليه أنفسنا، ولكنا مخطئين تمامًا، نستطيع تحقيق ما نرغب فيه مهما كنا، والذي سيختلف هو التفاصيل الصغيرة لرحلتنا والصعاب التي نواجهها. لكن النتيجة النهائية واحدة لكل عرق أو جنس أو عمر. هذه الأمور موجودة فقط لإضافة تحدي بسيط للحياة، ولجعلنا نفكر بطريقة أخرى وغير معتادة ومبدعة، حتى نصل إلى ما نريده.