أكّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه تشاور مع الأشقاء والأصدقاء وقرر العودة مجددًا إلى مجلس الأمن "لانتزاع حقوق شعبنا ونيل حريته واستقلاله". وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصر الرئاسة في العاصمة أنقرة، أن الحكومة الإسرائيلية تنفذ خطة ممنهجة لتغيير هوية القدس والتضييق على أهلها، محذرًا من تحويل الصراع السياسي والقومي إلى صراع ديني. وتابع "أطلعت الرئيس أردوغان على الجهود التي نبذلها في مجلس الأمن، من أجل تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين، والانضمام للعديد من المعاهدات والمواثيق الدولية ومن بينها ميثاق روما من أجل حماية شعبنا وصون حقوقه". كما أعلن رئيس السلطة أن فلسطين ستصبح عضواً كاملاً في محكمة الجنايات الدولية اعتبارا من الأول من نيسان المقبل. وثمّن عباس عاليا مواقف الدعم والمؤازرة التي دأبت على وقوفها تركيا إلى جانب قضية شعبنا، وما تقدمه من دعم دبلوماسي في المحافل الدولية. [title]حكومة التوافق[/title] وذكر رئيس السلطة أنه أحاط الرئيس التركي بجهود تكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن السبيل الأنجح للخروج من هذه الحالة الراهنة هو "تنفيذ ما تم الاتفاق عليه برعاية جمهورية مصر العربية، والتفاهمات التي تم توقيعها في الدوحة والقاهرة والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية". وأضاف "حكومة التوافق تقوم بكل ما في وسعها لإدخال مواد البناء والعمل مع المانحين والمنظمات الدولية من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتضميد جراحات شعبنا، التي سببتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على أبناء شعبنا هناك". من جانبه، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القضية الفلسطينية تشكل المشكلة الأساس في الشرق الأوسط، و "هي جرح غائر في وجدان الإنسانية"، مشيرًا إلى أن تحقيق سلام دائم بالمنطقة يمكن أن يقوم على أساس حدود عام 1967م. وأضاف "نشاهد امتناع مجلس الأمن الدولي عن أداء الواجبات الملقاة على عاتقه تجاه عربدة إسرائيل التي تزيد حدة التوتر في المنطقة، كما نشاهد امتناعه عن أداء واجباته تجاه العديد من الأزمات". وشدد الرئيس التركي على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بأقرب وقت، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وفق قوله. وفي رده على سؤال حول شعوره عند رؤية نتنياهو في مسيرة الجمهورية في فرنسا، قال أردوغان "وأنا أسأل بدوري كيف تنظرون لشخص يمارس إرهاب دولة قتلت ألفين وخمسمائة شخص في غزة؟ ويلوح بيده وكأن الناس تنتظر قدومه بحماس. فبأي وجه ذهب إلى هناك؟، أنا بالطبع أجد صعوبة في فهم ذلك".