لم تنته بعد تبعات المنخفض الجوي الأخير، فبعد الخسائر الفادحة للقطاع الزراعي جراء موجة الصقيع التي أهلكت المحاصيل المكشوفة، جاء الدور على الغاز المنزلي. إذ فرغت محطات تعبئة الغاز أو المحال التجارية أسواق الضفة الغربية منه، وسط تأكيدات من أصحاب المحطات بوجود أزمة غاز خانقة تنذر بوقوع كارثة حقيقية إذا استمرت خلال الأيام القليلة المقبلة. وحمّلت مصادر مطلعة تحدث إليها مراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] أصحاب محطات الغاز الجزء الأكبر عن وقوع المشكلة، موضحة أنهم (أصحاب محطات الغاز) تخوفوا من انخفاض أسعار الغاز مع بداية العام، الأمر الذي دفعهم لعدم ملئ مخزونهم بالكميات المطلوبة، وهو ما تزامن مع المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة، وضاعف الطلب على غاز المنزل لاستخدامه للتدفئة. وفي وقت ماطل مدير عام هيئة البترول فؤاد الشوبكي في الرد على اتصالات الصحفيين واستفساراتهم، أكد عضو نقابة شركات توزيع الغاز مصطفى الطريفي أن هناك أزمة حقيقية في الضفة، وأن مدناً كبرى مثل رام الله والخليل ونابلس قد أفرغت تماماً من الغاز، مشيراً إلى أن محطات تعبئة الغاز عجزت عن توفير الكميات اللازمة وبالتالي توقفت عن تقديم الخدمة منذ يومين. [title]"إسرائيل" المسئولة[/title] وفي حديث مع "[color=red]فلسطين الآن"[/color] أوضح الطريفي أن الأزمة تعود إلى ما قبل أسبوع، حيث توقفت الشركة الإسرائيلية عن تزويد الأراضي الفلسطينية بالغاز، بدعوى أن الكميات المخزنة قد فرغت في ظل ازدياد الطلب على الغاز في "إسرائيل" وفلسطين في الآونة الأخيرة بسبب برودة الطقس". وتتذرع الشركة الإسرائيلية بأن الغاز المستورد تأخر في الوصول إلى الموانئ نظراً لوجود صعوبات في النقل البحري بسبب أحوال الطقس العاصفة. ولفت الطريفي إلى أن الضفة حالياً تعاني من نقص يصل إلى 7- 8 آلاف طن من الغاز، منوها إلى أن الضفة تحتاج إلى قرابة ألف طن من الغاز المنزلي والصناعي وما يصلها منذ قرابة أسبوع من الشركة الموردة هو 40 - 50 طناً يومياً فقط. كما أن المخزون الاحتياطي لشركات الغاز وهيئة البترول الذي بلغ 3500 طن، نفد قبل المنخفض بأيام، ما فاقم من أزمة الطلب على الغاز. وأوضح أن نقابة شركات توزيع الغاز في الضفة راجعت هيئة البترول حول الأزمة الحالية التي أخبرتهم بدورها أنها تلقت وعداً من الشركة الإسرائيلية الموردة بأن الكميات المستوردة ستصل إلى الموانئ الإسرائيلية في ساعات مساء غداً الخميس، ما يعني أن الأزمة لن تحل قبل هذا الموعد، مؤكداً أنه في حالة استمرار الأزمة لعدة أيام أخرى فإن كارثة حقيقية ستحل، بخاصة في قطاع الدواجن الذي يعتمد بشكل كبير على التدفئة بالغاز وكذلك المصانع. [title]قطاع الدواجن [/title] ونقلت وسائل إعلام محلية عن الخبير في الشؤون الزراعية فياض فياض قوله إن "قطاع الدواجن من أكثر القطاعات الزراعية التي تضررت في المنخفض الجوي الأخير"، مؤكداً أن استمرار أزمة الغاز سيفاقم من الخسائر التي يتكبدها هذا القطاع. وأشار إلى أن 70% من مزارع الدواجن تعتمد على التدفئة بالغاز، وهي في غالبيتها مزارع تبتعد عن المناطق المزودة بشبكة الكهرباء، مشيرا إلى أن 10% فقط من مزارع الدواجن تعتمد على التدفئة بالكهرباء و20% على التدفئة بالحطب. يذكر أن الأراضي الفلسطينية تنتج سنويا نحو 32 مليون طير لاحم 80% منها في الضفة، وهو ما يشكل 115% من احتياجات السوق المحلي، بينما تنتج فلسطين نحو 1,8 مليون من الدجاج البياض سنويا وهو ما يمثل نحو 150% من احتياجات السوق المحلي. [title]الحل خلال يومين [/title] وفي تعليق سريع أدلى به مدير عام هيئة البترول فؤاد الشوبكي أكد أن أزمة الغاز في فلسطين ستبدأ بالانتهاء خلال اليومين القادمين. وأوضح أن سفن نقل غاز الطهي ستبدأ بالوصول يوم الخميس وسيوزع الغاز صباح الجمعة على المحطات في الضفة وغزة بحيث تنتهي الأزمة بشكل كامل الأسبوع المقبل. وكشف الشوبكي أن هيئة البترول طالبت من هيئة المعابر التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر لإدخال الغاز يوم الجمعة إلى قطاع غزة الذي يعاني من أزمة كبيرة بالغاز. وأشار إلى أن مخزون فلسطين من الغاز "صفر" لافتاً أن الأزمة موجودة في الضفة وغزة و"إسرائيل" وذلك بسبب المنخفض الجوي وما أثره على الاستيراد.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.