14 يناير 2015 . الساعة 07:32 م بتوقيت القدس
صور مدن تراها للمرة الأولى، تراها أكثر إشراقا وأملاً، تراها بعين فتاة تعزف على الفلوت، وطفلة ترقص "الدبكة" على مسرح مدرستها احتفالا بعيد الأم. هي صور تقول إن الوديان والسهول والجبال عادت خضراء من جديد في موسم ربيعي، وأرضها تفيض بينابيع عطرة جميلة ومقدسة من جنين شمالا إلى الخليل جنوبا ومن أريحا شرقا إلى رفح غربا. فالصور لكنيسة، ومنزل، وشارع، وسوق عتيق يعبق برائحة التاريخ، تلك الحكاية لمدينة عاشت في زمن الرومان ومن ثم الأتراك ولا زالت صامدة أمام من يزورها لتروي قصصا من الماضي ويزينها الحاضر. صور يجذبك فيها زرقة لون زجاج يصنع في الخليل وكوفية تنسج على أيدي أمهر العاملات ليحيكوا منها قصة وطن، صور لشوارع الخليل القديمة الجديدة، لتحدثك عن تاريخ عظيم وطرق تدفع بك إلى تاريخ حلمت بان تسير به ولو قليلا. ترى أريحا رسمت على صحون من الفخار وقطع فسيفساء يركبها طالب في دير حجلة مستخدما ألوان قوس قزح لتعيد لك صفاء الذهن وتاريخ حضارات الفسيفساء في فلسطين، التي شهدت حضارات لا تحصى من قديم القدم ومن عمق التاريخ. تتحدث معك تلك الصور وتنقلك من مدينة لمدينة تسافر وتبتعد وأنت لازلت على ذات الخطى والمكان والزمان. صور التقطت لتقول ان شوارع نابلس، وجنين، وطولكرم، ورام الله، والقدس مليئة بالمتسوقين والسياح والطلاب والراهبات. تأملت نورة الصحفية العشرينية صورة تراها كل يوم في شوارع جنين لكن لهذه الصورة وقعا مختلفا عليها، فقالت: "هذه الصورة لامرأة تبيع الجرجير، والخس، والبقدونس والكزبرة، وهي ذكرتني بجدتي حينما كانت تخرج كل صباح لتبيع بعض الخضروات من قرية يعبد وتعود مساءً لتربي أحفادها". نورة رأت صورة طفل يرعى غنم عائلته البدوية، ويحمل كراسته ليكمل دراسته ويستنشق هواء الجبل ومن ثم يعود من جديد لخيمته التي ينام بها قرير العين. وتقول: "هكذا صور ستمكنني من تحضير ريبورتاج عن حالة السياحة في بيت جالا وسيساعدني بنك الصور هذا للحصول على ما أريده من صور لاستخدمها لعملي دون عناء السفر". [title]عمل وطني[/title] في حين أكد محمد صبح دليل سياحي من بيت لحم أن هكذا مشروع هو عمل وطني بامتياز. فحفظ الصور وجمعها بمكان واحد كالبنك يحفظ مدنا وقرى منذ الآلاف الأعوام، وسيكون هذا الموقع الالكتروني لآلاف الصور أفضل وسيلة ستستخدم بكل تأكيد لبحث دراسي لطالبة جامعية، أو غلاف مقال يروج لسياحة فلسطينية متطورة. ويضيف صبح أنه "من الجميل أن تمول الوكالة الأميركية للتنمية مشاريع مختلفة وحساسة تخدم الفلسطينيين بما يحتاجونه من مقومات تساعد على تطوير قطاع سياحي متميز وإقامة اقتصاد فعال. وسيكون هذا المشروع منارة لأي فرد يريد أن يرى الأرض المقدسة من ألمانيا، أو شركة سياحية تريد أن تروج لاماكن فلسطينية، حيث سيسمح للجميع باستخدام هذه الصور عالية الجودة لكي يروج للمواقع السياحية الرائعة الموجودة حولنا".