نالت قضية الشاب "براء يحيى عياش" تعاطفًا شعبيًا عارمًا من كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، وأفرزت سلسلة لامتناهية من الأسئلة والتكهنات المختلفة بخصوص الأسباب الحقيقية وراء اعتقاله. وكيف لا يلقى "البراء" تعاطفًا شعبيًا وهو ابن شخصية قدمت الغالي والنفيس من اجل كرامة الإنسان، وبثت روحت المقاومة ضد الاحتلال وغطرسته.. فليس ابن "المهندس" من يسكت الاحرار عن اعتقاله "دون تهمة"!!. وما زاد من صعوبة الأمر تلك "الصدفة الغريبة" لاعتقاله من لدن جهاز الأمن الوقائي بنابلس، في الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد والده المهندس "يحيى عياش". يقول براء: "بتاريخ 1/1 تم تبليغي بضرورة القدوم إلى مقر "الوقائي" دون إبداء الأسباب، وفعلاً قمت بالذهاب الساعة العاشرة صباحاً، بدأ التحقيق معي حول النشاطات السياسية في الجامعة، وسؤالي عن أشخاص في الجامعة وعن العلاقة التي تربطني بهم، وأيضاً حول انتمائي السياسي وأي فصيل قمت بانتخابه في الجامعة". وتابع "بعد الانتهاء من التحقيق حول الجامعة تم سؤالي حول ماذا حقّق معي جهاز المخابرات!!، وبعد إخبارهم بماذا حدث معي هناك، وعن ماذا كانت الأسئلة، تم سؤالي حول مقالاتي السياسية وما أقوم بنشره على الفيسبوك، وأن هذا الأمر يزعج الأجهزة الأمنية، ولا يصبّ في صالحي، وسوف يسبب لي المشاكل"، حسب تعبير المحقق. وذكر أن المحققين لم يتحدثوا معه في اليوم الثاني من الاعتقال نهائياً، وفي اليوم الثالث تم إطلاق سراحه، "وعندما سألتهم عن سبب الاعتقال أو التهم لم يجبني أحد". وحول اعتقاله في الذكرى التاسعة عشر لرحيل والده، قال "كان الأمر مؤسفاً بكل معنى الكلمة، فبدلاً من اجتماع العائلة والاحتفال بهذه الذكرى، قضيتها هذه المرة داخل زنزانة الأمن الوقائي بدون سبب حقيقي، وردة الفعل التي أبداها الكثير من الشباب كانت متعاطفة وغاضبة من أجل هذه المصادفة". وأشار إلى ان الأجهزة الأمنية أوقعت نفسها في موقف سيّء، "لم تستفد منه أي شيء سوى الشتائم من الشعب والمزيد من التعاطف مع قضيتي". وأضاف "للأسف يبدو الواقع سيّئاً وينحدر نحو الأسوأ، فبرنامج حركة فتح يختلف اختلافاً تاماً عن برنامج حركة حماس، ولا أرى أن هناك حلاً لتجاوز المشكلة سوى باقتراح برنامج موحّد لكافة الشعب يكون على أساس ثوابته الوطنية الحقيقية". وختم بقوله "هذه الحالة التي وصلنا إليها في الضفة الغربية نتجت بسبب نهج جديد تم استخدامه بعد أحداث عام 2007 من صنع عقيدة أمنية جديدة في الضفة الغربية إلى بناء شخصية الفلسطيني الجديد، حيث احتكرت السلطة الفلسطينية في الضفة كل مظاهر العنف، وعملت على قمع حركة حماس وتفكيكها عسكرياً وسياسياً، فلم يعد هنالك في الضفة وخصوصاً داخل المدن أي مجال لفعل مقاوم حقيقي على الأرض، وهذا ما دفع بظاهرة المقاومة على الفيسبوك لتزداد أكثر".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.