يلاحظ المواطنون في شارع القدس بمدينة البيرة وسط محافظة رام الله والبيرة، ترتيباً وتنظيماً غير مسبوقين في شوارعها من خلال إزالة عدد كبير من البسطات المتفرقة للباعة ومنع أصحاب المحال التجارية من التعدي على الأرصفة، حيث بدا واضحًا وجليًا باتساع الأرصفة وتنظيم السير. رغم هذا الترتيب والنظام الذي شعر به المواطن الفلسطيني في مدينة رام الله و البيرة إلا أن البائع ما زال يشعر بالظلم من هذه الحملة وتطبيقها بشكل صارم ومفاجئ خلال الأيام الماضية. وبين هذا وذاك استطلعت [color=red]"فلسطين الآن" [/color]آراء المواطنين والباعة والبلدية تاركة المجال أمام كل منهم للإدلاء بدلوه اتجاه هذه القضية. [title]البلدية[/title] المسئول عن تنفيذ الحملة في بلدية البيرة "إيهاب سمرين" قال في حديثه لنا " نحن لم نحدد موعدًا لهذه الحملة التي جاءت عندما زاد الأمور على الحد المسموح به، حيث أصبح أي إنسان يريد أن يفتح " كشك " أو " بسطة " يأتي ويضعها في الشارع، وأيضاً أصحاب المحلات التجارية زاد تعديها على الأرصفة مما يعيق مرور المواطنين". ويضيف: "نعمل الآن على تأهيل سوق الحسبة القديم لاستيعاب بسطات الخضار وسيكون جاهزاً خلال يومين وسيستوعب ( 82 ) بسطة غير الموجودة داخل سوق الحسبة الحالي حتى لا يتم ظلم أصحاب البسطات التي تمت إزالتها". وتابع: "نتمنى من خلال هذه الحملة القضاء على بعض الظواهر التي ظهرت من خلال انتشار البسطات في شوارع المدينة والتي منها بيع المواد المخدرة والتسكع ومعاكسات البنات (...) الحملة تستهدف جميع شوارع مدينة البيرة الرئيسية". وأوضح: "الحملة متدحرجة بدأت في البسطات ومن ثم بالمحال التجارية وغداً المطاعم والمقاهي وهكذا"، "نسعى لترتيب السير في المدينة بين الشرطة والمحافظة والمؤسسات ذات الصلة". وأكد سمرين أن البلدية أبلغت كافة أصحاب المحال التجارية أنها سيقوم مفتش الحرف والصناعات بمخالفة المتجاوزين بقيمة 100 دينار حسب القانون. [title]أصحاب المحال التجارية والبسطات[/title] "فش أشغال وفش أعمال، إنتا شايف كيف الوضع لا رواتب ولا إشي وفوق كل هاد البلدية والشرطة أجو احتجوا علينا، وبيحكولنا في بديل طيب وين البديل ؟! " هذا ما قاله "أنس زهو" أحد أصحاب البسطات في رام الله. وأضاف زهور: "شارع القدس طول عمره فيه بسطات، عملولهم بديل مش مرة 10 مرات وع الفاضي (...) ساحة الحسبة القديمة غير منصفة لأن هذه الحسبة مخفّية وبعيدة عن المواطنين". أما محمود سمارة أحد أصحاب المحال التجارية قال: "نحن مع القانون وليس ضده؛ ولكن دون قطع لأرزاق الناس خاصة وأننا نمر في وقت حرج من انقطاع الرواتب التي هي عصب الحياة لمجتمعنا الفلسطيني". وطالب الغرفة التجارية بالتدخل لحماية التاجر الفلسطيني أمام تغول البلدية ومصادرة بضائعه والتعامل بشكل همجي مع التجار أشبه (بالعربدة)، على حد قوله. من ناحيتهم، أبدى المواطنون ارتياحاً كبيراً لما شاهدوه من ترتيب ونظام وتوسعة للأرصفة حيث لم تعد ضيقة كما كانت سابقاً حيث يمر المواطنون بكل أريحية دون أي عائق خاصة من البضائع التي كانت سابقاً على جانبي الرصيف. " أمل أحمد " هي إحدى اللواتي استطلعنا آرائهن حول تطبيق القانون ومنع انتشار البسطات والتعديات على الأرصفة والشوارع فقالت : " اليوم أصبحنا نشعر أن هناك أرصفة في المدينة. كنا دائماً نسير على الشوارع بين السيارات المارة أما الآن فنجد مكان آمن للسير به مع أطفالنا في وسط المدينة". أما " أمجاد عابد " فقالت: "أتمنى أن يستمر تطبيق هذا القانون وان لا يتراجعوا عنه بعد أيام. القانون لا يزعج أحدًا ويجب تطبيقه على الجميع بشكل متساوي وتعويض المتضررين خاصة أصحاب البسطات الذين يعيلون عوائلهم من خلالها". وتبقى حالة من الملاحقة المستمرة ما بين التجار وأصحاب البسطات من جهة وبلدية البيرة من جهة أخرى فمع غياب أي منها تأخذ الأخرى أمجادها من أجل مواجهة تكاليف الحياة في صراع البقاء هذا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.