17.46°القدس
17.21°رام الله
16.08°الخليل
23.88°غزة
17.46° القدس
رام الله17.21°
الخليل16.08°
غزة23.88°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

خبر: حذاء الثلج: طريق النجاح كله مشاكل

حين تطلب النجاح، اعلم أنك فعليا تطلب مشاكل يمكنك حلها، كما في هذه القصة، التي بدأت في عام 1991 حين كان بيري كليبهان Perry Klebhan طالبا جامعيا يدرس الهندسة الميكانيكية، وحدث أن كسر كاحله ما ألزمه بيته وحرمه من رياضته المفضلة: التزحلق على الجليد. جالسا في بيته، قرر بيري عدم الاستسلام للمرض ومحاولة التحرك والتمتع بالجليد المتاح أمام منزله. بحث بيري في منزله فوجد حذاء خشبيا قديما مخصصا للسير على الجليد، فلبسه وخرج يجربه، لعله يجد فيه بعض السلوى عن عدم ممارسة رياضة التزلج. [color=red]مشاكل أم فرص ؟ [/color] لم تمض المحاولة على خير، إذ لاحظ بيري عدة مشاكل في الحذاء، لكنه عوضا عن التذمر وانتظار كاحله حتى يشفى ويعود لممارسة التزلج، قرر تطبيق مبادئ الهندسة التي يدرسها لحل مشاكل هذا الحذاء، وبدأ في تصميم حذاء جديد تماما يعالج كل المشاكل التي لمسها هو بنفسه في الحذاء القديم. [color=red]المنتج الممتاز لا يأتي من أول محاولة أو ثانية أو سابعة! [/color] على مر 10 أسابيع تالية، صمم بيري 8 نماذج مختلفة من هذا الحذاء، وكان يذهب في عطلة نهاية الأسبوع إلى جامعته ليستغل الآلات المتوفرة هناك لصنع نموذجه التجريبي، ثم يعود إلى الجبال ليجرب كل نموذج في الجبال ويقف على كل ميزة تحققت وكل عيب ظهر أو تكرر، وهكذا حتى وصل إلى نموذج يعالج كل المشاكل. [color=red]بعد صنع المنتج يأتي البيع [/color] بعدها جاء وقت تصنيع وحدات من حذائه لبيعها تجاريا، وهو ما فعله بيري بشكل يدوي، وأسس شركته الناشئة وأسماها اطلس سنو شو أو Atlas snow shoe ليشرع بعدها في الدق على أبواب المحلات وعرض أحذيته عليهم. كانت ردود الفعل الأولية صادمة، إذ تساءل البائعون ما هذه الأشياء؟ وما فائدتها؟ وبعد الإجابة يشيحون بوجوههم ويرفضون الشراء أو حتى عرضها في الواجهات. [color=red]هل منتجك مجهول؟ سيكون عليك أنت تغيير ذلك [/color] كانت المشكلة أن هذه المنتجات جديدة تماما على السوق، لم ير أحد مثلها من قبل، وكان الشك مخيما على احتمالية إقبال المشترين على هذه المنتجات. كان لدى بيري قناعة أنه هناك حتما أناس مثله، يحبون الجليد لكنهم لا يتقنون التزلج لسبب أو لآخر، وهؤلاء حتما سيقبلون على منتجاته. أدرك بيري أن عليه خلق صرعة جديدة، Trend في الأسواق، وكان عليه إقناع الناس بالإقبال عليها. [color=red]إذا لم يعرفوه، ساعدهم لمعرفته دون أي التزام [/color] بدأ بيري في تنظيم رحلات أسبوعية مجانية للعاملين في مجال بيع منتجات المتزلجين، حيث كان يأخذهم للجبال لتجربة أحذيته بدون إلزام أو إجبار، ومن كان منهم يجد متعة في الأمر، كان يعود ليخبر معارفه وزملائه، وهكذا وبمرور الوقت والرحلات، بدأت المحلات تعرض أحذيته على رفوفها. رغم نجاح هذه المحاولة التسويقية، إلا أن حين طبع بيري منشورات ترويجية لأحذيته تشرح طرق استخدامها ومزاياها، لم تلق رواجا ولم تؤثر على المبيعات، إلا أن الاستعانة بمحرري المجلات الرياضية أتي ببعض النتائج الإيجابية المبشرة. مشاكل لا [color=red]تنتهي [/color]قائمة المشاكل لم تنتهي، إذ بدأ قلة من المشترين يشترون، لكنهم عادوا واشتكوا من مشكلة بسيطة: أين يمكنهم استخدام هذه الأحذية للتزلج؟ هنا قرر بيري محاولة إقناع منتجعات التزلج على الجليد من أجل توفير مسارات مخصصة لأحذية التزلج وأن تبقيها مفتوحة وآمنة، وللإعلان عن توفر مثل هذه المسارات في نشاطاتها الإعلانية والدعائية. [color=red]جاهد لتستحق فرج السماء [/color] إلا أن فرج السماء جاء في عام 1994 في صورة منتجع تزلج جديد، أراد القائمون عليه توفير كل رياضات التزلج الممكنة لديهم، حتى ولو كانت رياضات مجهولة، ومن ضمنها أحذية التزلج، والتي صمموا لها مسارا ممتازا، يعكس متعة ممارسة رياضة كهذه، في مسار آمن ومحمي ضد الانهيارات الثلجية ومخاطر السقوط. ولا يكون الفرج إلا كاملا، إذ قررت إدارة المنتج خفض أسعار تذاكر الدخول في بداية التشغيل، ومن يأتي حاملا حذاء تزلج جديدا كان يدخل مجانا! وهكذا ومن نجاح إلى آخر، حتى باع بيري شركته الناشئة مقابل 50 مليون دولار، ليتفرغ هو لمشاريع أخرى، وللتدريس في جامعة ستانفورد (رابط صفحته على موقع الجامعة). الآن، كيف بدأت هذه الرحلة؟ مرض عارض حبسه عما يحب، حذاء قديم كله مشاكل، منتج جديد مجهول، إدبار الناس عن المنتج، كل مشكلة يحلها تظهر بعدها مشكلة أخرى، وهكذا حتى بلوغ قمة جبل النجاح. [color=red]ملخص التدوينة [/color] إذا كنت لأطلب منك عزيز القارئ أن تخرج بشيء واحد من هذه القصة، فهو أن تعيد النظر في المشاكل التي تقابلك، وأن تفكر جديا في كل مشكلة على أنها فرصة متنكرة، وأن تستعد نفسيا لأن تحل مشكلة فتجد مشكلة جديدة بعدها، تحلها مثلما حللت سابقتها، حتى تظهر لك قمة جبل النجاح، ثم تعيد الكرة من جديد مع جبل جديد. [color=red]صمت الآخرين ليس مبررا لصمتك أنت [/color] الآن، أعرف أن طبيعة القراء الصمت والإحجام عن التعليق، وأنني لو طلبت منكم ذكر مثالٍ عن مشاكل واجهتكم حولتموها لفرص سانحة فلن تفعلوا، ولذا أتطلع لقراءة تعليقات هؤلاء النشطين الذين يرفضون الكسل ويأبون ترك المشاكل دون حل والصعاب دون قهر، فدعونا أيها الصامتون نقرأ لهم: