أعلن القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان أن حركته تتطلع إلى إقامة "علاقة مميزة" مع المملكة العربية السعودية، تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، بعد الفتور الذي انتاب العلاقة في السابق، بعد "اتفاق مكة" للمصالحة الفلسطينية في آذار/ مارس 2007. وأكد رضوان في حديث لصحيفة "القدس العربي" أن هذه العلاقة لن تكون على حساب علاقة الحركة مع أي دولة عربية وإسلامية، بما فيها إيران، وذلك بعدما ذكر تقرير إخباري أمريكي أن الملك السعودي يشجع المصالحة مع الحركة. وعما إذا كانت حركة حماس قد تلقت "إشارات إيجابية" من السعودية، بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز منصبه، قال رضوان: "السعودية تقف إلى جانب مساندة القضية الفلسطينية، وقد دعمت القضية في كافة المحطات، وتأمل في العهد الجديد أن يستمر وسيتواصل ويزداد هذا الدعم". وعبر عن أمله في أن يستمر هذا الدعم في كافة المجالات التي تخدم الفلسطينيين، سواء السياسية أو كسر الحصار، أو المساهمة في الدعم الاقتصادي وعملية إعمار قطاع غزة، مشيرا إلى أن تطوير العلاقة مع حركة حماس والشعب الفلسطيني، من جهة السعودية "يمثل مصلحة للقضية الفلسطينية". وأجاب القيادي في حماس على سؤال إن كانت حركته قد تلقت اتصالات أو ردودًا على رسائل التعزية التي بعث بها قادة الحركة، بوفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، فقال إن حماس قامت بذلك من "باب الواجب القومي والإسلامي". وأكد أن حماس حريصة على أن تكون هناك "علاقة طبيعية ومتوازنة وانفتاح مع السعودية وكل الأقطار العربية والإسلامية"، مشددا على أن ذلك يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية. وأبرق قادة الحركة معزين بوفاة الملك عبد الله، ونقل رئيس المكتب السياسي خالد مشعل تعازيه بالفقيد شخصيًا في مقر السفارة السعودية في قطر، وعبّر إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في برقية تعزية عن أمله في "علاقة مستقرة مع المملكة العربية السعودية". وأكد رضوان أن عملية تطوير العلاقة مع حركة حماس وقوى المقاومة والشعب الفلسطيني "هي لمصلحة الأمة العربية الإسلامية"، مشيرا إلى أن حماس تقف في طليعة الأمة تدافع عن القدس وتقاوم الاحتلال. وفي سياق الحديث عن تطوير العلاقة مع السعودية، وحول ما إذا كانت حماس تخشى أن يؤثر ذلك على الترتيبات التي تجرى في هذه الأوقات، لإعادة تمتين العلاقات بين حماس وإيران، خاصة في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة لخالد مشعل، وفي ظل توتر العلاقة بين السعودية وإيران، فرد رضوان يقول "علاقة حركة حماس مع الدول العربية والإسلامية لا تقوم على قاعدة المحاور". وجدد القيادي بحماس حرص حركته على إقامة العلاقات مع العالم العربي والإسلامي على قاعدة "مصلحة الشعب الفلسطيني"، مضيفا "العلاقة مع الرياض لن تكون على مصلحة العلاقة مع طهران، والعلاقة مع طهران لن تكون على حساب العلاقة مع الرياض". وتقيم حركة حماس علاقات مميزة مع قطر التي استضافت قيادة الحركة ورئيس مكتبها السياسي، بعد الخروج من سوريا، وكذلك تقيم الحركة علاقات مميزة مع تركيا، ولها علاقات مع الحزب التركي الحاكم، والرئيس رجب طيب أردوغان. وقبل أيام ظهرت مدى متانة العلاقة بين الحركة وقطر، حين دافع وزير الخارجية القطري عن حماس في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، ووقف يتهم وزيرا إسرائيليا، على خلفية الحرب على غزة، حيث رفض اعتبار حماس "إرهابية". وجاء حديث القيادي في حركة حماس عن تطلع الحركة لعلاقات جيدة مع السعودية، في وقت نقل عن صحيفة "وورلد نيوز تريبيون" الأمريكية تأكيدها على لسان مصادر دبلوماسية عربية، أن القيادة السعودية جددت الاتصالات مع حماس، وأن الملك سلمان "يشجع المصالحة مع الحركة الإسلامية الفلسطينية". ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الملك "عمل طويلًا جنبصا إلى جنب مع حماس والإخوان المسلمين ولا يريد قطيعة دائمة معهم".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.