بتنا في هذا الزمان لا نستيطع التمييز بين الصديق الحقيقي وصديق المصلحة، لأن الله وحده علام ما في القلوب والنوايا ولا يعلم بها غيره، ونحن لا نرى إلا الشكل الخارجي والمظهر الذي كثيراً ما يكون خادعاً، ولكن مع الخوض في تجارب الحياة نستطيع في بعض الأوقات التمييز بين شخصيات البشر، ومعرفة من الصديق الحقيقي الجدير بالتضحية من أجله ومن الصديق الغير حقيقي. ومن المواقف والأمور التي نميز بها الأصدقاء في بعض الأوقات:- أولاً:- التصرفات الأنانية:- الصديق الحقيقي يفكر فيك قبل أن يفكر في نفسه، أما الصديق المزيف لا يفكر إلا بنفسه، ولا يهمه إلا مصلحته، ولا يتواصل معك إلا عند حاجته لطلب منك. ثانياً:- الغيبة والنميمة:- الصديق المزيف يتكلم أمامك بالغيبة والنميمة عن صديق له غيرك، ويتطرق لكل ما هو سلبي في ظهره، فالصديق الحقيقي من يتحدث عن سلبيات صديقه أمامه، وينصحه بتغييرها. وكن على ثقة بأن صديقك الذي يغتاب صديق آخر له يغتابك كثيراً أمام غيرك. ثالثاً:- تقمص شخصية غير شخصيتك:- حين تكون مع صديقك وتشعر أنك غريب عن ذاتك، وأنك لا تعرف من أنت، ولا تكون بحالتك، وطبيعتك المعتادة التي تكون بها في منزلك، فهذا يعني أنه صديق وهمي، لا يرضى بك كما أنت في حالتك الطبيعية، لذا تتقمص وتتصنع شخصية أخرى لترضيه، وأنت أيضا لا تعد صديق حقيقي له، لذا تخدعه بشخصية أخرى. رابعاً:- الحسد والغيرة:- إن حققت نجاح في حياتك فتجده أول شخص يتمنى أن يهدم النجاح الذي قمت ببنائه ويتصنع الفرح لك، ولكن لا يستطيع أن يخفي الغيرة والحسد التي فاضت من قلبه، ولم يعد لها متسع في قلبه، وسرعان ما تظهر على ملامح وجهه، وإن تحطمت تجده أول شخص بجوارك يرتدي قناع الحزن، ولكن الفرح الذي بداخله لا يستطيع كتمانه. خامساً:- المواقف الصعبة:- عند تعرضك لموقف صعب أو مشكلة أو أزمة تجد صديقك الحقيقي بجوارك، يضحي من أجلك بالروح والمال، ويبذل كل جهده ليساندك، على عكس الصديق المزيف، الذي يتفنن بالأعذار ليهرب من مساعدتك، وتقديم يد العون لك. فالصديق الحقيقي بالفعل لا بالكلام، وتجده أمامك أينما تواجدت، وتتغلغل السعادة قلبك عندما تكون معه، ويسكن الفرح روحك وأنت برفقته.