أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية جهوزية حركته لاستكمال ملفات المصالحة، داعياً إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه ورفض التفرد بالقرار الفلسطيني. ودعا هنية في كلمة له خلال مؤتمر "فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار" مساء الثلاثاء، الحكومة للقدوم لغزة وتحمل المسئولية وإدارة الشأن الوطني، والإشراف على المعابر، وعدم حرمان أحد من راتبه بسبب انتماءه السياسي. وقال هنية إن "حماس قدمت الكثير من الخطوات لتحقيق المصالحة واستقبلت حكومة الوفاق بكامل وزراءها، لكن لماذا تتعطل باقي ملفاتها الأخرى". [title]اتهامات بالتقصير[/title] واتهم هنية الرئاسة الفلسطينية والحكومة بالتقصير تجاه غزة، مضيفاً:" الأصل أن تأتي بعد الحرب لتضمد جراح المواطنين وأن تحتضن أبناءها الموظفين الذين بذلوا أفضل نموذج في الأمانة والتضحية، وأهل غزة لا يجدون عذاراً لأحد في التقصير وتفاهم المعاناة". وتسائل :" لماذا لم يلتقى الإطار القيادي ولم يجتمع المجلس الوطني، والتحضير لإجراء انتخابات كما نص الاتفاق، وكذلك دعوة التشريعي للانعقاد وأن يأخذ دوره في سن القوانين والرقابة، وعدم السير في المصالحة المجتمعية". وأضاف :" لماذا تستمر الاعتقالات بالضفة وحملة تكميم الأفواه وحرمان الطلبة من نشاطهم النقابي والجامعي وتجاهل تقرير لجنة الحريات بهذا الخصوص ؟!". وشدد هنية على أن كل القرارات يجب ألا يتفرد بها أحد، سواء قرار مفاوضات، أو قرار سياسي أو عسكري وأمني، أو التوجه لمجلس الأمن، أو مواضيع الدولة، كلها يجب أن تصدر عن توافق واستراتيجية وطنية. وفي ذات سياق أكد هنية أن غزة لا تخشى التهديدات والمزايدات الانتخابية الإسرائيلية، ولا تسعى للحروب بل تسعى للعيش بكرامة على أساس الحقوق الفلسطينية من حق العودة وتقرير المصير. وقال "إن غزة بعد 3 حروب مضت تُركت ليعاني أهلها الصابرون المجاهدون، وتعاني من ملفات الإعمار والحصار ورواتب الموظفين، وهذه مسئولية فلسطينية وعربية ودولية وعلي الجميع إنهاء المأساة". [title]صمود وانتصار[/title] ولفت هنية إلى أن الحروب الإسرائيلية كانت تهدف لكسر المقاومة وصمود غزة، بموافقة بعض الأطراف، لكنها انتصرت وحطمت اسطورة جيش الاحتلال براً ولا بحراً وفوق الأرض وتحتها. وفي رسالة وجهها للاحتلال قال :"لن تحلموا يوماً أن تكون القدس عاصمة لكم فأنتم طارئون على الجغرافيا والتاريخ ولا مكان لكم على أرض فلسطين ما دام فينا عرقٌ ينبض". وأضاف: " يجب أن تعرفوا أننا لن نقبل من أحد أن يخلط الأوراق ومقاومتنا مسئولة وحكيمة وحددت بوصلتها وحدودها". وتابع: "نحن أكثر من اكتوى بنار الإرهاب مرواً بالنكبة وحتى اليوم، والعدو هو الذي دوماً يهدف إلى التصعيد، ومعظم شهداء الحرب مدنيون وقتلي العدو عسكريون". ووجه هنية التحية للمرابطين في الأقصى وأراضي الـ48، مؤكداً أنه لن تُخدل القدس والأقصى، وغزة ستكون منصة الانطلاق نحو القدس وتحرير فلسطين. [title]القسام مش إرهاب[/title] كما حيا وزير خارجية قطر في دفاعه عن حماس في مؤتمر الأمن بميونخ الألمانية، أنها ليست إرهابية بل حركة تحرر وطني، وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية باعتبار "كتائب القسام" حركة مقاومة وليست إرهابية. وفي الشأن المصري، أوضح هنية أن المساس بأمن مصر لم يحدث في الماضي ولن يحدث في المستقبل، والقيادة المصرية تعرف ذلك جيداً من خلال العلاقات واللقاءات المشتركة السابقة. وشدد على أن غزة وأبناء الشعب لم يتدخلوا في الوضع الخاص بمصر، بل هم معنيون بالعلاقة مع مصر بغض النظر عن ظروفها الداخلية. واعتبر هنية أن ما تتعرض له الدول العربية من نزيف الدماء "مؤلم"، منوهاً إلى ضرورة توحد الأمة وأن تحظى بحقوقها وكرامتها، لأن وحدتها واستقرارها يهمنا، ونحن أصحاب قضية الأمة المركزية.