شعرت بسعادة غامرة وأنا أستمع لخطاب دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية وهو يتحدث للشباب بشكل مباشر عن التحديات التي تواجههم ودورهم في بناء المستقبل وأن حكومته تولي اهتماماً كبيراً لقضايا الشباب المختلفة، ووعد بالعمل الجاد للتخفيف عن كاهل الشباب في قضايا الزواج والسكن. إن الشباب هم عماد هذه الأمة ومستقبلها، يظهر ذلك جلياً في اعتماد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزواته على الشباب أكثر من غيرهم ... كما تخبرنا السيرة أن ورقة بن نوفل تمنى حينما أخبرته خديجة بخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو كان جذعاً -أي شاباً قوياً- لينصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. و قد أولت الحكومة منذ توليها اهتماما كبيراً الشباب، وعملت على تعزيز دورهم، وذلك من خلال جهات الاختصاص المختلفة فيها، كما أنا الناظر إلي عنصر الشباب في مفاصل الحكومة يدرك عظيم دورهم، وقد أُطلق على هذا العام (2011) عام الشباب. وإن من المهم أن يخاطب رئيس الوزراء الشباب بشكل مباشر وأن يتبنى قضاياهم، إلا أن الأهم هو أن يترجم هذا الأمر عملياً على أرض الواقع، لأن قضية الشباب أكبر من الزواج والمسكن، إنها قضية شعور الشباب بأنفسهم، واندماجهم في قضاياهم الوطنية، واستعادتهم زمام المبادرة من أجل المشاركة بفعالية أكبر في بناء المستقبل الذي سيقوده ولا شك هذا الجيل من الشباب. ولكن من غير المعقول أن تقود الفصائل الحوار الوطني في القاهرة وغيرها، وتبحث ثوابت ومستقبل الشعب الفلسطيني وتحدد مصيره بدون أي تمثيل يذكر للشباب وهو المعني الأول بهذا المستقبل، إن الشباب الفلسطيني يشعر بحالة من الانفصام عن قيادته التي غيبته عن المشهد السياسي والاجتماعي لفترة طويلة من الزمن، أصبح خلالها الشباب أداة تنفيذ فقط لأجندات لم يشارك في صياغتها. إن المطلوب من وجهة نظري أمام هذا الخطاب التاريخي لدولة رئيس الوزراء أن يبلور الشباب إطاراً عاماً يجمعهم ويتبنى قضاياهم ويوحد صفوفهم وإن اختلفت توجهاتهم تحت شعار ( فلسطين تجمعنا)، كما يتوجب على الشباب أن يلتفتوا أكثر للقضايا الوطنية والثوابت الفلسطينية وأن يكون لهم موقف واضح من مختلف القضايا التي تطرحها القيادات السياسية، كما أن الأمر يستوجب متابعة لمختلف القضايا التي طرحها رئيس الوزراء من أجل ضمان تنفيذها. إن الشباب الفلسطيني اليوم مطالب بضرورة وضع الخلافات جانباً، والانتباه للمستقبل المشرق من أجل ضمان صناعته بصورة أكثر إشراقاً، كما أن الحكومة والفصائل مطالبة بضرورة إفساح المجال للشباب للقيادة، لأن الشباب اليوم بات يعرف طريقه نحو فلسطين أولاً وأخيراً.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.